للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصرف بالكسر صبغ أحمر. والتحجيل إن جاوز أرساغ الفرس سمي تخديماً، فإن بلغ الجبب فما فوق ولم يبلغ الركبتين والعرقوبين سمي تجبيباً، فإن بلغهما أو جاوز العضدين والفخذين سمي تسرولاً، فإن بلغ الساقين والذراعين سمي إخراجاً. وكل قائمة فيها بياض تسمى ممسكة، والخالية منه تسمى مطلقة، والبياض المستطيل في التحجيل يسمى مستريحاً، لأن الشرط في التحجيل الإدارة، فإن خلا الفرس من البياض سمي بهيماً، وإن كان في ناصيته أو ذنبه أو قذاله خصلة بيضاء سمي أشعل. وقد أكثر الشعراء من مدح الغرة والتحجيل فمن ذلك قول ابن دريد:

كأنما الجوزاء في أرساغه ... والنجم في جبهته إذا بدا

وقال حازم:

كأنما أشرف من تحجيله ... سوار عاج مستدير بالعجا

وقال قسام من بني جعدة:

أغر قتامى كميت محجل ... خلا يده اليمنى فتحجيلة حسنا

وقال سلامة بن الخرشب:

تعادي من قوائمها ثلاث ... بتحجيل، وواحدة بهيم

كأن مسحتي ورق عليها ... وتحت قرطها أذن خديم

أي كأنها لبست صحيفة فضة من حسن لونها وبريق جلدها.

وقال امرؤ القيس:

كأن نجوماً علقت في مصامه ... بأمراس كتان إلى صم جندل

شبّه التحجيل ببياض نجوم السماء وأعصاب الساقين بحبال الكتان وصلابة الحافر بالحجر، وقال أبو سهل:

أطرف فات طرفي أم شهاب ... هفا كالبرق أضرمه التهاب

أعار الصبح صفحته نقاباً ... فقربه وصح له النقاب

فمهما حث خال الصبح وافى ... ليطلب ما استعار فما يصاب

إذا ما انقض كل النجم عنه ... وصلت عن مسالكه السحاب

فيا عجباً له فضل الدراري ... فكيف أزال أربعه التراب

سل الرواح عن أقصى مداه ... فعند الريح قد يلفى الجواب

وقال الحافظ الحجاري:

ومستبق يحار الطرف فيه ... ويسلم في الكفاح من الجماح

كأن أديمه ليل بهيم ... تحجل باليسير من الصباح

إذا احتزم التسابق صار جرماً ... تقلب بين أجنحة الرياح

وقال الصفي الحلي:

أغر تبري الإهاب مورد ... سبط الأديم محجل ببياض

أخشى عليه أن يصاب بأسهمي ... مما يسابقها إلى الأغراض

وقال:

أخمدت بالإدلاج أنفاس الفلا ... وكحلت طرفي في الظلام بسهده

بأغر أدهم ذي حجول أربع ... مبيضه يزهو على مسوده

خلع الصباح عليه سائل غرةٍ ... منه وقمصه الظلام بجلده

فكأنه لما تسربل بالدجى ... وطيء الضحى فابيض فاضل برده

قلق المراح فإن تلاطم خطوه ... ظن المطارد أنه في مهده

أدمى الحصى من حافريه بمثله ... وأراع ضوء الصبح منه بضده

وقال:

وأدهم نيق التحجيل ذي مرح ... يميس من تحته كالشارب الثمل

مضمر مشرف الأذنين تحسبه ... موكلاً باستراق السمع عن زحل

ركبت منه مطاليل تسير به ... كواكب تلحق المحمول بالحمل

إذا رميت سهامي فوق صهوته ... مرت تهاديه وانحطت عن الكفل

وقال البحتري:

جذلان تلطمه جوانب غرة ... جاءت مجيء البدر عند تمامه

وقال:

هل مبلغ الدار التي أغدو لها ... بمقلص السربال أحمر مذهب

لو يوقد المصباح منه لسامحت ... بضيائه شية كوهي الكوكب

إما أغر يشق غرته الدجى ... أو إرثماً كالضاحك المستغرب

متقارب القطار يملأ حسنه ... لحظات عين الناظر المتعجب

وأجل سيبك أن تكون قناعتي ... منه بأشقر ساطع أو أشهب

وقال:

وأغر في الزمن البهيم محجل ... قد رحت منه على أغر محجل

كالهيكل المبني إلا أنه ... في الحسن جاء كصورة في هيكل

وفى الضلوع يشد عقد حزامه=يوم اللقاء على معم مخول

أخواله للرستمين بفارس ... وجدوده للتبعين بموكل

يهوي كما تهوي العقاب وقد رأت ... صيداً وينصب انصباب الأجدل

يتوهم الجوزاء في أرساغه ... والبدر فوق جبينه المتهلل

متوجس برقيقتين كأنما ... تريان من ورق عليه موصل

ذنب كما سحب الرداء يذب عن ... عرف وعرف كالقناع المسبل

جذلان ينفض عذرة في غرة ... نيق تسيل حجولها في جندل

<<  <   >  >>