للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيقنت أن سيكون عند لقائهم ... طعن تخر له فروخ الحوم

وكأن غارة ناجز بنسيمه ... شبت عوارضها إليك من الفم

ودعوت فهداً للنزال فأقحموا ... عند الطعان بكل ليث ضيغم

تحت الأغر وفوق جلدي تبرة ... تحكي لقعقعة الغدير الملجم

فكشفت عنهم والسيوف كأنها ... برق الأوادع بالرماح الحطم

مازلت أرميهم بغرة وجهه ... وثباته حتى تسربل بالدم

فازور من وقع القنا فزجرته ... فشكى إلي بعبرة وتحمحم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي

لما رآني لا أنفذ كربه ... عض الشفاه على اللجام وقمقم

والخيل عابسة الوجوه كأنما ... سقيت فوارسها نقيع العلقم

وقال:

وفرقت جيشاً كان في جنباته ... دمادم رعد تحت برق الصوارم

على مهرة منسوبة عربية ... تطير إذا اشتد الوغى بالقوائم

وتصهل خوفاً والرماح قواصد ... إليها وتنسل انسلال الأراقم

قحمت بها بحر المنايا فحمحمت ... وقد عرفت في موجه المتلاطم

وقال عبد عمر بن شريح:

طلقت إذا لم تسألي أي فارس ... حليلك إذ لاقى صداء وخثعما

أكر عليهم دعلجاً ولبانة ... إذا ما اشتكى وقع السلاح تحمحما

وقال سيدي الوالد قدس الله سره:

تسائلني أم البنين وإنها ... لأعلم من تحت السماء بأحوالي

ألم تعلمي يا ربة الخدر أنني ... أجلي هموم القوم في يوم تجوالي

وأغشى مضيق الموت لا متهيباً ... وأحمي نساء الحي في يوم تهوال

يثقن النسابي حيث ما كنت حاضراً ... ولا تثقن في زوجها ذات خلخال

أمير إذا ما كان جيشي مقبلاً ... وموقد نار الحرب إذ لم يكن صالي

إذا ما لقيت الخيل إني لأول ... وإن جال أصحابي فإني لها تالي

أدافع عنهم ما يخافون من ردى ... فيشكر كل الخلق من حسن أفعالي

وأورد رايات الطعام صحيحةً ... وأصدرها بالرمي تمثال غربال

ومن عادة السادات بالجيش تحتمي ... وبي يحتمي جيشي وتمنع أبطالي

وبي تثقن يوم الطعان فوارس ... تخالينهم في الحرب أمثال أشبال

إذا تشتكي خيلي الجراح تحمحماً ... أقول لها صبراً كصبري وإجمالي

وأبذل يوم الروع نفساً كريمة ... على أنها في السلم أغلى من الغالي

سلي الليل عني كم شققت أديمه ... على ضامر الجنبين معتدل عالي

سلي البيد عني والمفاوز والربى ... وسهلاً وحزناً كم طويت بترحالي

فما همتي إلا مقارعة العد ... وهزمي لأبطال شداد بأبطالي

فلا تهزئي بي واعلمي أنني الذي ... أهاب ولو أصبحت تحت الثرى بالي

تتمة: قد وضعت العرب لأصوات الحيوانات على اختلاف أجناسها أسماء، فيقولون صهل الفرس، وزأر الأسد، وثغت الشاة، ونهق الحمار، وشحج البغل، ورغا الجمل، وعوى الذين، ووعوع ابن آوى، ونبح الكلب، وضبح الثعلب، وقبع الخنزير، وضغا السنور، وبغم الظبي، وفحت الأفعى، ونقنقت الضفادع، وصأى الفرخ، ونعب الغراب، وصقع الديك، وهدر الحمام، وغرد، وهتفت الحمامة، وزقزق العصفور، ونقض العقاب، وهكذا يسمى صوت كل حيوان باسمه المختص به.

الباب الخامس في نعوت الخيل الممدوحة والمذمومة واختلافها باختلاف الأقاليم وفيه فصلان

[الفصل الأول في تعوت الخيل الممدوحة]

وقد التزمت أن أذكر لكل وصف شاهداً من كلام العرب إما نظماً أو نثراً، وأن استقصي أوصافها تفصيلاً أو إجمالاً

<<  <   >  >>