للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَن تثنى مَا لَا تجمع، لِأَن الْكسَائي حكى عَن بعض الْعَرَب أَنهم يثنون مَا لَا يجمعُونَ فَيَقُول: إنَّهُمَا لحريَّان أَن يفعلا، وَكَذَلِكَ روى بَيت عَوْف ابْن الْأَحْوَص الْجَعْفَرِي:

أوْدَى بَنِيَّ فَمَا برجْل منهمُ ... إِلَّا غُلامَا بيئَةٍ ضَنَيانِ

بِالْفَتْح، كَذَا انشده أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَصرح بِأَنَّهُ مَفْتُوح.

وَإنَّهُ لَمَحْرى أَن يفعل ذَلِك، عَن الَّلحيانيّ، وَإنَّهُ لمَحْرَاةٌ أَن يفعل، وَلَا يثنى وَلَا يجمع وَلَا يؤنث.

وَهَذَا الْأَمر مَحْراةٌ لذَلِك. وأَحرِ بِهِ، قَالَ:

ومُستَبْدلٍ من بعدِ غضَيَا ضُرَيمةً ... فأحْرِ بِهِ لِطولِ فَقْرٍ وأَحْرِيا

أَي: وأحْرِيَنْ.

وَمَا أحْرَاه بِهِ.

وَقَوْلهمْ فِي الرجل إِذا بلغ الْخمسين: حَرَي، قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ هُوَ حَرًي أَن ينَال الْخَيْر كُله.

وَحكى الَّلحيانيّ: مَا رَأَيْت من حرَاتِه وحَرَاه، لم يزدْ على ذَلِك شَيْئا. وحَرًي أَن يكون ذَلِك، فِي معنى عَسى.

وتَحَرَّى ذَلِك: تَعَمَّده.

وحِرَاءٌ: جبل بِمَكَّة، يذكر وَيُؤَنث، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: مِنْهُم من يصرفهُ وَمِنْهُم من لَا يصرفهُ يَجعله اسْما للبقعة، وَأنْشد:

ورُبَّ وَجْهٍ من حِراءٍ مُنْحَنِ

وَأنْشد أَيْضا:

ستَعلَمُ أيُّنا خيرا قَدِيما ... وأعظَمَنا بِبطنِ حِراءَ نَارا

<<  <  ج: ص:  >  >>