للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَوْلك قَامَ زيد، وَإِنَّمَا احْتِيجَ فِي هَذَا الْموضع إِلَى التوكيد من حَيْثُ كَانَ أمرا مهما، وَذَلِكَ أَن قَائِل هَذَا القَوْل سمع هرير كلب، فأضاف مِنْهُ، وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارق شَرّ، فَقَالَ: " شَرّ أهَرَّ ذَا نَاب " أَي مَا أهَرَّ ذَا نَاب إِلَّا شَرّ، تَعْظِيمًا للْحَال عِنْد نَفسه وَعند مستمعه، وَلَيْسَ هَذَا فِي نَفسه كَأَن يطرقه ضيف أَو مسترشد، فَلَمَّا عناه وأهمه أكد الْإِخْبَار عَنهُ، وَأخرجه مخرج الإغلاظ بِهِ.

وهَرَّت الْقوس هَريراً: صوتت، عَن أبي حنيفَة، وَأنْشد:

مُطِلٌّ بِمُنحاةٍ لَهَا فِي شِمالِه ... هَريرٌ إِذا مَا حَرَّكَتها أناملُهْ

والهِرُّ: السنور، وَالْجمع هِرَرة، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.

وهِرُّ: اسْم امْرَأَة، من ذَلِك.

وهَرَّ الشوك هَرًّا: اشْتَدَّ يبسه فَصَارَ كأظفار الهر وأنيابه، قَالَ:

رَعَينَ الشِّبرِقَ الريَّانَ حَتَّى ... إِذا مَا هَّرَ وامتنَعَ المَذاقا

وَقَوْلهمْ: مَا يعرف هِراًّ من بر، قيل: مَعْنَاهُ: لَا يعرف من يهره أَي يكرههُ مِمَّن يبره، وَهُوَ أحسن مَا قيل فِيهِ، وَقيل: الهِرُّ هَاهُنَا: السنور وَالْبر: الْفَأْرَة، وَقيل: أَرَادوا: هِرْهِرْ، وَهُوَ سوق الْغنم، وبربر، وَهُوَ دعاؤها. وَقيل: الهِرُّ: دعاؤها، وَالْبر: سوقها.

والهُرَارُ: دَاء يَأْخُذ الْإِبِل مثل الورم بَين الْجلد وَاللَّحم، قَالَ غيلَان بن حُرَيْث:

أَلا يَكن فِيهَا هُرارٌ فَإنني ... بِسَلٍّ يُمانيها إِلَى الحَولِ خائِفُ

وبعير مَهرورٌ: أَصَابَهُ الهُرارُ، قَالَ الْكُمَيْت:

وَلَا يُصادِفَن إِلَّا آجِناً كَدِراً ... وَلَا يُهَرُّ بهِ منهنّ مُبتَقِلُ

وَإِنَّمَا هَذَا مثل يضْربهُ، يخبر أَن الممدوح هنيء الْعَطِيَّة، وَقيل: هُوَ دَاء يَأْخُذهَا فتسلح عَنهُ، وَقيل: الهُرارُ: سلح الْإِبِل من أَي دَاء كَانَ، وَقد هَرَّتْ هَراًّ وهُراراً.

وهَرَّ سلحه، وأرَّ: اسْتطْلقَ حَتَّى مَاتَ، وهَرَّه هُوَ وأرَّه: أطلقهُ من بَطْنه، الْهمزَة فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>