للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثعلبٌ لا يُشارِي لا يشتري الشَّرَ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحَقِّ ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ قال

(وإنِّي لأَسْتَبْقِي ابْنَ عَمِّي وأَتَّقِي ... مُشاراتَهُ كَيْمَا يَرِيعَ ويَعْقِلا)

وقولُه أنشده ثَعلبٌ

(إذا أَوْقَدَتْ ناراً لَوَى جِلْدَ أنْفِهِ ... إلى النَّارِ يَسْتَشْرِي ذَرَى كلِّ حاطِبِ)

لم يُفسر يَسْتَشْرِي إلاَّ أن يكونَ يَلِجُّ في تَأَمُّلِهِ والشَّرَى شيءٌ يَخْرُج على الجَسَدِ كالدَّراهِمِ وقيل هو شِبْهُ البَثْرِ يَخْرُجُ فِي الجَسَدِ وقد شَرِيَ شَرًى فهو شَرٍ وتَشَرَّى القوْمُ تفرَّقُوا واسْتَشْرَتْ بينهم الأمورُ عَظُمتْ وفَعَلَ بهِ ما شَراهُ أيْ ما سَاءَهُ وإِبلٌ شَرَاةٌ كَسَرَاةٍ أي خِيارٌ والشَّرَى النَّاحيةُ وخصَّ بعضهُم به ناحيةَ النَّهر وقد يُمَدُّ والقَصْرُ أعْلَى والجَمْعُ أَشْراءٌ وأشراهُ ناحِيةَ كذا أَمَالَهُ قال

(اللهُ يَعْلَمُ أنَّا في تَلفُّتِنَا ... يَوْمَ الفِراقِ إلى أحْبَابِنَا صُورُ)

(وإنَّنِي حَوْثُمَا يُشْرِي الهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُ ما سَلَكُوا أَثْنِي فَأَنْظُورُ)

يُريدُ أَنْظُرُ فأشْبَعَ ضَمَّةَ الظَّاءِ فنَشأتْ عَنها واوٌ والشَّرَى الطَّريق مَقْصُورٌ والجَمْعُ كالجَمْعِ والشَّرْيُ الحَنْظَلُ وقيل شَجَرُ الحَنْظَلِ وقيل وَرَقُهُ واحِدَتُهُ شَرْيَةٌ وقال أبو حَنِيفَةَ يقالُ لِمثْلِ ما كان من شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ كما يُقال لِشَجَر الحَنْظَلِ وقد أَشْرَتِ الشَّجَرَةُ واسْتَشْرَتْ وقال أبو حَنِيفَةَ الشَرْيَةُ النَّخْلةُ التي تَنْبُتُ من النَّواةِ وتَزوَّج في شَرِيَّةِ نِسَاءٍ أي في نِساءٍ يَلِدْنَ الإناثَ والشَّرْيَان شجرٌ من عِضاهِ الجِبالِ يُعْملُ منه القِسِيُّ واحدتُه شِرْيانةٌ وقال أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>