للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمِفْآدُ والمِفْأَدُ: السَّفّودُ. والفَئِيدُ: الخُبْزُ المَفْوُودُ، واللَّحْمُ المَفْؤُودُ، قالَ مَرْضاوَي يُخاطِبُ خَوَيْلَةَ خالَتَهُ:

(أخالَتَنا سِرْبُ النِّساء مُحَرَّمٌ ... علَّى وتَشْهادُ النَّدامَي مع الخَمرِ)

(كَذاكِ وأَفْلاذُ الفَئِيدِ وما ارْتَمَت ... بهِ بينَ جالَيْها الوَئِيَّةُ مِ الوَذْرِ)

وافْتَأَِدُوا: أَوْقَدُوا ناراً. والتَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّدُ. والفُؤادُ: القَلْبُ لَتفَؤُّدِه وتَوَقُّدِه، مُذكَّرُ لا غيرُ، صَرَّحَ بذلك اللِّحْيانِيُّ، يكونَ ذِلكَ لَنوْعِ الإنْسانِ وغَيْرِه من أَنْواعِ الحَيَوانِ الَّذِي له قَلْبٌ، قالَ يًصِفُ ناقَةً:

(كِمثْل أَتانِ الوَحْشِ أَمَّا فُؤادُها ... فصَعْبٌ وأَمّا ظَهْرُها فرَكُوبُ)

وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

(رَآها الفؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه ... نِيافًا من البِيضِ الحِسانِ العَطابِلِ)

رَأَي ها هُنا من رُؤْيَةِ القَلْبِ، وقد بَيَّنَه بقوِله: ((رآها الفُؤاد)) والمَفْعُولُ الثاني نِيافاً، وقد يكونُ ((نِيافاً)) حالاً كَأَنَّه لَما كانَتْ مَحَبَّتُها تَلِي القَلْبِ وتَدْخُلُه صارَ كأَنَّ له عَيْنَيْنِ يَراها بهما. وَقْولُ الهّذَلِيِّ:

(فَقامَ في سِيَتَيْها فانْتَحَي فَرَمي ... وسُهْمُه لبَناتِ الجَوْفِ مَسّاسُ)

يَعْنِي ببَناتِ الجَوْفِ: الأَفْئِدَةَ، والجَمْعُ: أَفْئِدةٌ. قال سِيبَويْهِ: ولا نَعْلَمُه كُسِّر على غيرِ ذلك. وفَأَدَه يَفْأَدُه فَأْداً: أَصابَ فُؤادَه. وفُئِدَ فَأداً: شَكا فُؤادَه. ورَجُلٌ مَفْؤُودٌ: جبانٌ، ولا فِعْلَ لَهُ، هذا قوْلُ أَبِي عَلِىٍّ الفارِسِيِّ. قالَ ابنُ جِنِّى: لم يُصّرِّفُوا منه فِعْلاً، ومَفْعُول الصِّفَةِ إِنّما يَأْتِي على الفِعْلِ، نحوُ مَضْروبٍ من ضُرِب، ومَقْتُولٍ من قُتِلَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>