للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٥) ثم جاء التصريح الكامل لأعداء الله بأن دينكم باطل لا ندخل فيه، وديننا هو الحق الذي ندين الله به، فلا نعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما نعبد.

لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ

ولما رأى المشركون صلابة المسلمين واستعلائهم بدينهم، ورفعة نفوسهم فوق كل باطل ولما بدأت خطوط اليأس في نفوسهم من أن المسلمين يستحيل رجوعهم عن دينهم سلكوا مهزلة أخرى من مهازلهم الدالة على طيش أحلامهم ورعونتهم الحمقاء.

فقد دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله سورة الكافرون:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {١} لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {٢} وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {٣} وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {٤} وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {٦} [سورة الكافرون ١-٦] . (١)

ومثل هذه السورة آيات أخرى تشابههما في إعلان البراء من الكفر وأهله مثل قوله تعالى:

{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ { [سورة يونس: ٤١] .


(١) انظر تفسير ابن كثير (٨/٥٢٧) .

<<  <   >  >>