للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبين ما قلناه، وأنه عليه السلام، إنما عنى بذلك دار الحرب، وإلا فقد استعمل عليه السلام عماله على خيبر وهم كلهم يهود.

(ولو أن كافراً مجاهداً (*) غلب على دار من دور الإسلام، وأقر المسلمين بها على حالهم إلا إنه هو المالك، المنفرد بنفسه في ضبطها وهو معلن بدين غير الإسلام: لكفر بالبقاء معه كل من عاونه وأقام معه وإن ادعى أنه مسلم - لما ذكرنا) (١) .

وللشيخ حمد بن عتيق (٢)

رحمه الله رسالة قيمة حول هذا الموضوع (٣) فقد قسم المقيمين في بلاد الحرب إلى ثلاثة أقسام.

أحدهما: أن يقيم عندهم رغبة واختياراً لصحبتهم، فيرضى ما هم عليه من الدين أو يمدحه، أو يرضيهم بعيب المسلمين، أو يعاونهم على المسلمين بنفسه أو ماله أو لسانه: فهذا كافر عدو لله ولرسوله لقوله تعالى:

{لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ { [سورة آل عمران: ٢٨]


(١) " أحكام القرآن " للجصاص (ج ٣/٢١٦) .
(٢) هو الشيخ المحقق حمد بن علي بن محمد بن عتيق ولد سنة ١٢٢٧ هـ بالزلفى وحفظ القرآن، وكانت له همة وعلو نفس سمت به إلى معالي الأمور: تتلمذ على الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ صاحب كتاب فتح المجيد ولازمه. ولازم أيضاً غيره من العلماء. وجد واجتهد حتى صار من كبار العلماء. عين قاضياً في الخرج ثم الأفلاج ومن مؤلفاته إبطال التنديد شرح كتاب التوحيد. والنجاة والفكاك والدفاع عن أهل السنة والاتباع. والفرق المبين بين السلف وابن سبعين. وغير ذلك وتوفي سنة ١٣٠١ هـ عن عمر يناهز السبعين ورثاه تلميذه سليمان بن سحمان بقصيدة منها:
يعز علينا أن نرى اليوم مثله لحل عويص المشكلات البوادر

انظر ترجمته في كتاب علماء نجد خلال ستة قرون للبسام (١/٢٢٩) .
(٣) اسمها: الدفاع عن أهل السنة والاتباع: نشرها حفيده إسماعيل بن سعد بن عتيق بدون تاريخ.

<<  <   >  >>