للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان لا يقدر على إظهار دينه ولا على عدم موالاتهم لم يجز له السفر إلى ديارهم كما نص على ذلك العلماء وعليه تحمل الأحاديث التي تدل على النهي عن ذلك. ولأن الله تعالى أوجب على الإنسان العمل بالتوحيد، وفرض عليه عداوة المشركين، فما كان ذريعة وسبباً إلى إسقاط ذلك لم يجز (١) .

وبعد هذه النصوص الكثيرة الصريحة علينا أن ندرك مدى الهوة التي وصل إليها (المسلمون) اليوم، ومدى موالاتهم لأعداء الله والإقامة بأرضهم وابتعاث أبنائهم إلى ديارهم لتحضير الشهادات العليا في الشريعة واللغة العربية!

إنها مهزلة مبكية ووصمة عار سيسجلها التاريخ: أن يذهب أبناء المسلمين لأخذ الشهادات في العلوم الشرعية واللغة العربية من بلاد الكفار!

وقد كتب علماء أفاضل في خطورة هذه المسألة، وبينوا مخاطر الابتعاث، وأهداف الكفار من غسل أدمغة أبناء المسلمين ومسخهم من إسلامهم، فلتراجع في مظانها (٢) .

[ب- الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام]

أصل المهاجرة: المجافاة والترك.

وفي الاصطلاح الشرعي: الانتقال من بلد الكفر والشرك إلى دار الإسلام (٣) . ومن المعلوم: أن من كان دينه الإسلام المبني على صرف جميع العبادات لله وحده ونفي الشرك وبغضه وبغض أهله ومعاداتهم ومقاطعتهم فإنه لا


(١) انظر الجامع الفريد (ص ٣٨٢) الطبعة الثانية.
(٢) من هؤلاء الكتاب: الأستاذ الدكتور محمد محمد حسين في كتبه القيمة (الاتجاهات الوطنية) ولطفي الصباغ بعنوان (الابتعاث ومخاطره) نشره المكتب الإسلامي فلتراجع أمثال هذه المؤلفات بخصوص ما ذكرنا.
(٣) انظر فتح الباري (١/١٦) .

<<  <   >  >>