للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام جاء ليبطل عبادة الأوثان ويعبد الله الواحد، ويحرم وأد البنات. وإسناد هذه المادة يختار من أسن الأساتذة وبمظهر رث، ثم تلغى مادة الدين في نهاية العام الدراسي (١) .

أما مادة التاريخ فكان يخفى على الطالب فيها: أن الإسلام جاء ليحارب الشرك بكل مظاهره ويعطي نبذاً عن دراسة صدر الإسلام، وأن مهمة الإسلام تغيير ما كان عليه العرب في جاهليتهم ويركز فيه أيضاً على الجانب السياسي والصراع بين الطبقات الحاكمة. أما حياة المجتمع الإسلامي فلا شيء يذكر من ذلك.

وكذلك البطولات الإسلامية والحركة العلمية الإسلامية. كل ذلك يخفى عن الطلاب في الوقت الذي يدرس فيه بتوسع تاريخ أوروبا ونهضتها ورجالها وأبطالها وإنها بلد التقدم والرقي ومهبط المدنية لأن فيها فحماً وحديداً (٢) !!

وخلاصة القول أنه كان يلقن الطلاب إن " أوروبا هي العملاق الضخم الذي لا يقهر. والإسلام هو القزم الضئيل الذي عليه أن يتعبد هذا العملاق ليعيش (٣) !

وأما السبيل الثاني: وهو الابتعاث إلى الخارج أي إلى الدول الكافرة فقد حقق هذا نتائج ترضي من خطط لها. ذلك أن هذا الابتعاث - في الغالبية العظمى منه - يكسر صفة التميز بين المسلم والكافر، ويجعل ولاء المسلم متذبذبا وهو يرى ما بهر به، ثم إنه يزيد الطالب جهالة بدينه وقيمته ومثله، ويزيده تعلقاً بالغرب أو الشرق ويبدأ بتطبيعه بطابع غير إسلامي، ثم يصير هذا التطبع - مع الزمن - طبعاً، ثم انسلاخاً من حيث يشعر الطالب أو لا يشعر فتجده في لبسه ومأكله ومشربه وكلامه وطريقة تعامله، غربياً، أو شرقياً بل ربما أكثر من ذلك (٤)


(١) انظر هل نحن مسلمون (١٣٦ - ١٣٨) ومذكرة المذاهب الفكرية المعاصرة للأستاذ محمد قطب لطلاب السنة المنهجية بالدراسات العليا في كلية الشريعة.
(٢) انظر المصدرين السابقين.
(٣) هل نحن مسلمون (ص١٤١) .
(٤) انظر أساليب الغزو الفكري للدكتور علي جريشة وزميله (٦٤-٦٥) .

<<  <   >  >>