للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها: قد بينه صلّى الله عليه وآله وسلّم بأن يقول: السلام عليكم أأدخل؟ مرة أو ثلاثا «١» .

واختلفوا هل يقدم الاستئذان على السلام أو العكس؟ فقيل: يقدم الاستئذان فيقول: أأدخل سلام عليكم، لتقديم الاستئناس في الآية على السلام.

وقال الأكثرون: إنه يقدم السلام على الاستئذان فيقول: السلام عليكم أأدخل؟

وهو الحق، لأن البيان منه صلّى الله عليه وآله وسلّم للآية كان هكذا.

وقيل: إن وقع بصره على إنسان قدم السلام وإلا قدّم الاستئذان.

ذلِكُمْ: أي الاستئناس والتسليم، أي دخولكم معهما.

خَيْرٌ لَكُمْ: من الدخول بغتة.

لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) : أن الاستئذان خير لكم، والمراد بالتذكر الاتعاظ والعمل بما أمروا به.

[الآية الثامنة]

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (٣٠) .

قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ: خصّ للمؤمنين مع تحريمه على غيرهم، لكون قطع ذرائع الزنا التي منها النظر بهم أحق بها من غيرهم وأولى بذلك ممن سواهم.

وقيل: إن في الآية دليلا على أن الكفار غير مخاطبين بالشرعيات. كما يقول بعض أهل العلم.

يَغُضُّوا معنى غض البصر: إطباق الجفن على العين بحيث يمنع الرؤية.


حتى يعلموا أنكم تريدون الدخول عليهم (الطبري ١٨/ ١١١) . [.....]
(١) حديث صحيح: رواه أبو داود (٥١٧٦) ، والترمذي (٢٧١٠) ، وأحمد في «المسند» (٣/ ٤١٤) ، من حديث صفوان بن أمية مرفوعا.
وقال أبو عيسى: حسن غريب.
قلت: إن كان ابن جريج مدلسا، فقد صرّح بالسماع في روايته لهذا الحديث فزالت الشبهة في تدليسه.

<<  <   >  >>