للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال كعب بن جعيل:

اصبحت الامه في امر عجب ... والملك مجموع غدا لمن غلب

اقول قولا صادقا غير الكذب ... ان غدا تهلك اعلام العرب

واجتمع اهل الشام الى معاويه، فعرضهم، فنادى مناديه: اين الجند المقدم؟ فخرج اهل حمص تحت راياتهم، وعليهم ابو الأعور السلمى، ثم نادى: اين اهل الأردن؟، فخرجوا تحت راياتهم، وعليهم زفر بن الحارث الكلابى، ثم نادى: اين جند الأمير؟ فجاء اهل دمشق تحت راياتهم، وعليهم الضحاك ابن قيس، فأطافوا بمعاويه، فعقد لعمرو بن العاص على جميع الناس، وساروا حتى وقفوا بإزاء اهل العراق.

وقعد معاويه على منبر ينظر منه فوق رابيه الى الفريقين إذا اقتتلوا، واقبلت عك الشام، وقد عصبوا انفسهم بالعمائم، وطرحوا بين ايديهم حجرا، وقالوا: لا نولي الدبر او يولى معنا هذا الحجر، فصفهم عمرو خمسه صفوف، ووقف امامهم يرتجز:

يا ايها الجيش الصليب الأيمان ... قوموا قياما، فاستعينوا الرحمن [١]

انى أتاني خبر فأبكان ... ان عليا قتل ابن عفان

ردوا علينا شيخنا كما كان

وأنشأ رجل من اهل الشام يقول:

تبكى الكتيبة يوم جر حديدها ... يوم الوغى جزعا على عثمانا

يسلون حق الله لا يعدونه ... وسألتم لعلى السلطانا

فاتوا ببينه بما تسلونه ... هذا البيان، فاحضروا البرهانا

ولما اصبح على رضى الله عنه غلس [٢] . بصلاة الفجر، ثم امر اصحابه، فخرجوا


[١] في الأصل: الرحمان.
[٢] صلى الفجر في أول وقته

<<  <   >  >>