للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان سام هو المتولى لامر نوح من بعده، وكان يشتو بأرض جوخى ويصيف بالموصل، وكان طريقه في مبدئه ومنصرفه على شط دجلة من الجانب الشرقى، فسمى لذلك سام راه، [١] . وهو الذى تسميه العجم ايران. وقد كان تبوأ ارض العراق، واختصها لنفسه، فسمى ايران شهر، وقام بالأمر بعده ابنه شالخ، فلما حضرته الوفاة اسند الأمر الى ابن أخيه جم بن ويرنجهان بن ارفخشذ فثبت اساس الملك، ووطد أركانه وبنى معالمه، واتخذ يوم النيروز عيد [٢] .

[اختلاف الالسن]

قالوا: وفي زمان جم تبلبلت الالسن ببابل. وذلك ان ولد نوح كثروا بها، فشحنت بهم، وكان كلام الجميع السريانية، وهي لغة نوح، فأصبحوا ذات يوم، وقد تبلبلت السنتهم، وتغيرت الفاظهم، وماج بعضهم في بعض، فتكلمت كل فرقه منهم باللسان الذى عليه اعقابهم الى اليوم، فخرجوا من ارض بابل، وتفرقت كل فرقه جهة، وكان أول من خرج منهم ولد يافث بن نوح، وكانوا سبعه اخوه: الترك، والخزر، وصقلاب، وتاريس، ومنسك، وكمارى، والصين. فأخذوا ما بين المشرق والشمال، ثم سار بعدهم ولد حام بن نوح، وكانوا أيضا سبعه اخوه: السند والهند والزنج والقبط وحبش ونوبه وكنعان، فأخذوا ما بين الجنوب والدبور [٣] .، واقام ولد سام بن نوح مع ابن عمهم جم الملك بأرض بابل على تغير الفاظهم.


[١] اى طريق سام، وكلمه راه فارسيه معناها طريق
[٢] كلمه فارسيه مركبه من: نو، بمعنى جديد، وروز بمعنى يوم، ويوم النوروز عند الفرس هو أول يوم من ايام السنه الشمسيه حيث يفرح الناس به سته ايام، وقد كتب الحكيم عمر الخيام النيسابورى رساله عن النيروز بالفارسيه، عنوانها نوروزنامه وطبعت سنه ١٣٣٠ هـ بطهران
[٣] المراد المغرب، فالدبور بفتح الدال ريح تهب من نحو المغرب تقابل ريح الصبا

<<  <   >  >>