للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويصفو لك الشام، وتهدم مدينه دمشق حجرا حجرا، فتأخذني عند ذلك، فتصلبنى على شجره بشاطئ نهر، كأني انظر إليها الساعة.

فالتفت المختار الى اصحابه وقال: اما ان هذا الرجل عالم بالملاحم. ثم امر به الى السجن.

فلما جن عليه الليل بعث اليه من أتاه به، فقال له:

يا أخا خزاعة، اظرفا عند الموت؟

فقال عبد الرحمن بن ابزى: أنشدك الله ايها الأمير ان اموت هاهنا ضيعه.

قال: فما جاء بك من الشام؟

قال: باربعه آلاف درهم لي على رجل من اهل الكوفه، أتيته متقاضيا.

فامر له المختار باربعه آلاف درهم، وقال له: ان اصبحت بالكوفه قتلتك.

فخرج من ليلته حتى لحق بالشام.

ومكث المختار بذلك يطلب قتله الحسين، وتجبى اليه الأموال من السواد، والجبل، وأصبهان، والري، واذربيجان، والجزيرة ثمانية عشر شهرا، وقرب أبناء العجم، وفرض لهم ولأولادهم الاعطيات، وقرب مجالسهم، وباعد العرب وأقصاهم، وحرمهم. فغضبوا من ذلك.

واجتمع اشرافهم فدخلوا عليه، فعاتبوه، فقال: لا يبعد الله غيركم، اكرمتكم فشمختم بآنافكم، ووليتكم فكسرتم الخراج، وهؤلاء العجم اطوع لي منكم، واوفى، واسرع الى ما اريد.

قالوا: فدنت العرب، بعضها الى بعض، وقالوا: هذا كذاب، يزعم انه يوالى بنى هاشم، وانما هو طالب دنيا.

فاجتمعت القبائل على محاربته، وصاروا في ثلاثة امكنه، وولوا امرهم رفاعة ابن سوار، فاجتمعت كنده، والأزد، وبجيله، والنخع، وخثعم، وقيس،

<<  <   >  >>