للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبنو تيم، وبنو محارب بن فهر بظواهر مكة، فسمّوا «قريش الظواهر» «١» وسميت سائر البطون ب «قريش البطاح» وبذلك سمي قصي مجمعا «٢» فقال شاعرهم:

أبو كم قصيّ كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر

وأنتم بنو زيد أبوكم ... به زيدت البطحاء فخرا على فخر «٣»

استطاع قصي بهذا الفعل أن يكسب ودّ قومه، فنصّبوه رئيسا عليهم، وكان أول رجل من ولد كعب بن لؤي ترأس عليهم وأطاعوه «٤» .

أنشأ قصيّ لقومه دار الندوة «٥» كمركز للحكم والإدارة في مكة، (فكانوا لا ينكحون ولا يتشاورون في أمر، ولا يعقدون لواء بالحرب إلا منها، ولا يدخلها إلا من بلغ سن الأربعين، وكانت الجارية إذا حاضت تدخل دار الندوة، ثم يشق عليها قيم الدار درعها، ثم تنحجب، وكان قصي يفعل ذلك بيده، ثم أصبحت سنة من بعده


- (ص ٨٣، ٨٤) . الأزرقي، أخبار مكة (ج ١، ص ٦٠، ٦١) . والبلاذري أحمد بن يحيي بن جابر (ت ٢٧٩ هـ) أنساب الأشراف د. ت (ج ١، ص ٣٩) . اليعقوبي، أحمد بن يعقوب بن جعفر (ت ٢٩٢ هـ) تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر (١٩٦٠ م) (ج ١، ص ٢٤٠) .
(١) ابن سعد، الطبقات (ج ١، ص ٧٣) . البلاذري، أنساب (ج ١، ص ٣٩) . الطبري، محمد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، مصر، دار المعارف د. ت (ج ٢، ص ٥١) . ابن الأثير أبو الحسن علي بن أبي الكرم (ت ٦٣٠ هـ) الكامل في التاريخ، بيروت، دار الكتاب العربي سنة (١٩٦٧ م) (ج ٢، ص ١٣) .
(٢) ابن سعد، الطبقات (ج ١، ص ٥٥) ابن حبيب، المنمق (ص ٨٣، ٨٤) الأزرقي، أخبار مكة (ج ١، ص ٦٣، ٦٤) . البلاذري، أنساب (ج ١، ص ٢٣٩) . اليعقوبي، تاريخ (ج ١، ص ٢٤٠، ٢٤١) . ابن الأثير، الكامل (ج ٢، ص ١٣) .
(٣) الشعر لحذافة بن غانم بن عامر القرشي. انظر: ابن سعد، الطبقات (ج ١، ص ٧١) . وابن حبيب، المنمق (ص ٨٤) واليعقوبي، تاريخ (ج ١، ص ٢٤٠) والطبري، تاريخ (ج ٢، ص ٢٥٦) . (ابن الكلبي) . وابن عبد ربه، شهاب الدين أحمد محمد بن محمد الأندلسي (ت ٣٢٨ هـ) العقد الفريد تحقيق: محمد سعيد العريان، دار الفكر د. ت (ج ٣، ص ٢٣٥) .
(٤) ابن هشام، السيرة (م ١، ص ١٢٤) (ابن إسحاق) . والأزرقي، أخبار مكة (ج ١، ص ٦١- ٦٤) . واليعقوبي، تاريخ (ج ١، ص ٢٤٠، ٢٤١) . ذكرت هذه المصادر: أن أهل مكة نصّبوا قصيّا ملكا، ويبدو لي أن هذه التسمية غير دقيقة، بدليل أن قريشا رفضوا أن يتملك عليهم أحد- كما هو واضح- في قصة عثمان بن الحويرث. انظر: الأزرقي، أخبار مكة (ج ١، ص ١٤٣، ١٤٤) . والفاسي، شفاء الغرام (ج ٢، ص ١٠٨) .
(٥) قال السهيلي: «دار الندوة: هي الدار التي كانوا يجتمعون فيها للتشاور. ولفظها مأخوذ من لفظ الندي والنادي والمنتدى، وهو مجلس القوم يندون حوله، وهذه الدار صارت بعد بني الدار إلى حكيم بن حزام فباعها بمائة ألف درهم في زمن معاوية» . السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد (ت ٥٨١ هـ) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، مصر، دار الكتب المصرية د. ت (ج ٢، ص ٥٥) .

<<  <   >  >>