للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اللغة:]

الساعي: الذي يذهب ويجيء في قضاء المصالح. والأرملة: التي مات زوجها. والمسكين: المحتاج الذي أسكنته الحاجة. وسبيل الله: دينه وشرعه.

[الشرح:]

المجاهد في سبيل الله الذي يخدم دينه بنفسه وماله، أو جاهه وسلطانه أو علمه وفنه، ليس له جزاء إلا الجنة إلى الذكرى الطيبة في الحياة الدنيا والمكانة العالية في النفوس.

وكذلك الجزاء للساعي على الأرملة والمسكين، فيكد ويتعب؛ ويجاهد وينصب، ليكفي تلك الأرملة حاجاتها. بعد أن فقدت بعلها، الذي كان يرعاها وينفق عليها، فهو بذلك يخفف عنها من ألم المصيبة؛ ويسليها على الفجيعة «١» ؛ ويكف يدها عن المد؛ ويصون وجهها عن العرض. وكذلك يصنع للمسلم الذي فقد المال؛ وعجز عن الكسب أو قدر ولكن لم يجد العمل، فهو يجمع المال بعرق جبينه. لا ليمتّع نفسه أو ولده؛ أو لينفقه في البذخ واللذة، ولكن ليسد به جوعة المسكين، ويغنيه عن الإستجداء فيحفظ على وجهه ماء الحياء، وعلى نفسه خلق العفاف، فكان خليقا بمرتبة المجاهدين، ومنزلة المقربين. فاخدم بمالك ووقتك وقوتك وسعيك ذوي الحاجات، وأرباب العاهات تنل المنزلة العالية والجنة الخالدة.

٤٦- باب: إيذاء الجار

عن أبي شريح قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» ، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: «الّذي لا يأمن جاره بوائقه» .

[رواه البخاري ومسلم وأحمد «٢» وغيرهما] .

[اللغة:]

البوائق: واحدتها بائقة وهي الداهية والشيء المهلك والأمر الشديد يوافي المرء بغتة.

[الشرح:]

من سعادة المرء أن يكون في بيئة يشعر فيها بالعطف عليه. والمحبة


(١) الفجيعة: الفاجعة: المصيبة المؤلمة توجع الإنسان بفقد ما يعزّ عليه من مال أو حميم.
(٢) رواه البخاري في كتاب: الأدب، باب: إثم من لا يأمن جاره بوائقه (٦٠١٦) . ورواه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: بيان تحريم إيذاء الجار (١٧٠) عن أبي هريرة بنحوه.

<<  <   >  >>