للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضرب إما حيلة وشعوذة؛ وإما صناعة عليمة خفية. يجهلها أكثر الناس. فيسمونها سحرا كالذي حكاه المؤرخون عن سحرة فرعون أنهم استعانوا بالزئبق على إظهار الحبال والعصي بصورة الحيات والثعابين. حتى خيّل إلى الناس أنها تسعى.

وقال بعض العلماء: إنه يطلق على ضرب ثالث يحصل بمعونة الشياطين.

والتقرب إليهم بالمعاصي؛ يؤثر في القلوب بنحو الحب والبغض. وفي الأجسام بنحو الألم والسقم؛ وهذا الضرب يحتاج إلى برهان عملي.

قال القرطبي: السحر حيل صناعية يتوصل إليها باكتساب غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، ومادته الوقوف على خواص الأشياء، والعلم بوجوه تركيبها وأوقاته. وأكثرها تخييلات بغير حقيقة، وإبهامات «١» بغير ثبوت، فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون: وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ «٢» مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالا وعصيا. ثم قال: والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر. وفي الأبدان بالألم والسقم. وإنما المنكور أن الجماد ينقلب حيوانا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك.

والمراد به في الآية الضربان الأخيران أما الأول: فإنه السحر الحلال. والربا في اللغة: الزيادة مطلقا يقال: ربا يربو ربوا إذا زاد ونما.

وفي اصطلاح الفقهاء: الزيادة على رأس المال من وجه خاص. والربا المعروف في الجاهلية أن يقول الدائن لمدينه إذا حل الأجل: إما أن تعطي وإما أن تربي. واليتيم من الإنسان: الذي فقد أباه. ومن الحيوان: ما فقد أمه. والتولي:

الفرار والهرب وأصله إعطاؤك الغير وليك أي ظهرك. والزحف: المشي. وزحف الجيش مشيه إلى عدوه في ثقل لكثرته. وأصل الزحف: الدب على المقعدة أو الركبتين قليلا قليلا. والقذف: الرمي. والمراد به هنا الرمي بالزنى. والمحصنات:

العفيفات اللاتي أحصنّ نفوسهن من الخنا «٣» مأخوذ من الحصن وهو المكان المنيع،


(١) إبهامات: أبهم الأمر: أخفاه وأشكله.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١١٦.
(٣) الخنا: الفحش في الكلام، وخنا الدهر: آفاته ونوائبه.

<<  <   >  >>