للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نسبة التعليم فيه إلى الله سبحانه وتعالى في قوله: الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) (الرحمن: ١- ٢) ، وهذا شبيه بنسبة فضل الصوم إليه في قوله جل جلاله «الصوم لي وأنا أجزي به» ، ولكن هذا ورد في الحديث والأول في القران، وفي ذلك إغراء شديد بتعلم ألفاظ القران الكريم.

الأمر بتلاوته وتفصيل ادابها في القران الكريم ذاته، وهو أمر لافت ... أن يختزل ذكر بعض الأحكام الفقهية اليومية كالوضوء والصلاة، فتذكر إجمالا في القران الكريم، ويذكر الأمر بالتلاوة وتفصل ادابها وفضائلها.

إخبار الله ونبيه صلّى الله عليه وسلّم عن الأجور العظيمة التي يهبها الله لمن يتقن القران أو بعضا منه مما يجعل المرء يقدس القران أعظم التقديس فمن ذلك فعن بريدة رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول: «تعلموا البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة، قال: ثم سكت ساعة ثم قال: تعلموا البقرة وال عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف وإن القران يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك القران الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان عم كسينا هذا فيقال بأخذ ولد كما القران ثم يقال اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ حدرا كان أو ترتيلا» «١» ، وكان التابعون من تلاميذ الصحابة رضي الله عنهم يذكرون هذا الحديث بأسلوبهم، فعن وهب الذّماريّ قال:


(١) الدارمي (٢/ ٥٤٣) ، أحمد (٥/ ٣٤٨) ، مرجعان سابقان.

<<  <   >  >>