للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حفظ ما لم يحفظ الاخر «١» ، وفي رواية لمسلم: «اذهب فعلمها من القران» «٢» ، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «وقد أنكحتكها على أن تقريها وتعلمها وإذا رزقك الله عوضتها» فتزوجها الرجل على ذلك «٣» وسواء كان المهر هذا هو المهر أو لا- على الخلاف- فالمراد اشتراط ذلك دلالة على منزلة القارئ، ونشرا للقران.

وتنبني على هذا مسألة عقد المسابقات القرانية، ورصد الجوائز عليها:

فتشجيع الحفظ ونشر القران الكريم بالمسابقات القرانية ونحوه لا بأس به، ومن النصوص السابقة يظهر نوع إشارة من النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك، وقد حث بعض أهل العلم على أن يعمل على وضع المحفزات لحفظ القران، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: «وأما هذه الأوقاف على الترب ففيها من المصلحة بقاء حفظ القران وتلاوته هذه الأموال معونة على ذلك وحاضة عليه إذ قد يدرس حفظ القران بسبب عدم الأسباب الحاملة عليه، وفيها مفاسد أخر من حصول القراءة لغير الله، والتأكل بالقران، وقراءته على غير الوجه المشروع، واشتغال النفوس بذلك عن القراءة المشروعة، فمتى أمكن تحصيل هذه المصلحة بدون ذلك الفساد جاز والوجه النهي عن ذلك المنع، وإبطاله إن كان حصول مفسدة أكثر من ذلك» «٤» ، وقال في موضع اخر: «والوقوف التي وقفها الناس على القراءة عند قبورهم فيها من الفائدة أنها تعين على حفظ القران، وأنها رزق لحافظ القران، وباعثة لهم على حفظه ودرسه وملازمته» «٥» .


(١) انظر: شرح الزرقاني (٣/ ١٦٨) ، مرجع سابق.
(٢) مسلم (٢/ ١٠٤١) ، مرجع سابق.
(٣) شرح الزرقاني (٣/ ١٦٨) ، مرجع سابق.
(٤) الفتاوى الكبرى (٤/ ٤٤٧) ، مرجع سابق.
(٥) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ص ٣٨٠.

<<  <   >  >>