للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المفاضلة بين القراءة نظرا وبين القراءة عن ظهر قلب:]

دل سؤال النبي صلّى الله عليه وسلّم له بقوله: أتقرأهن عن ظهر قلبك؟ على فضل القراءة عن ظهر قلب لأنها أمكن في التوصل إلى التعليم، «والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والاشخاص» «١» لمن كان قد حفظ عن ظهر قلب ... أما التفضيل بين حافظ وغير حافظ فظاهر، وقد قال أبو أمامة في تفضيل الحفظ عن ظهر قلب: «اقرأوا القران ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القران» «٢» ، ويناسب هذا الحديث الموقوف حديث عقبة ابن عامر المرفوع ...

قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لو جعل القران في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق» «٣» ، وكان مصطلح القراء أو قرأة القران يرد في الحافظ له عن ظهر قلب، ومثله مصطلح حملة القران، وأهل القران، وصاحب القران.

[القراءة (السماع) نظرا هي المطلوبة حال عرض التلاميذ:]

لا شك أن القراءة نظرا أكثر تثبيتا، وأدعى للطمأنينة على المحفوظ وأسلم من الغلط، وهي المطلوبة للمقرئ حال عرض الاخرين عليه كما في حديث قيس ابن مروان قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب قال: فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل. فقال: ويحك! من هو؟ فقال: عبد الله بن مسعود فما زال عمر يطفئ ويسري عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها.


(١) فتح الباري (٩/ ٨٠) ، مرجع سابق.
(٢) أخرجه ابن أبي داود بإسناد صحيح كما في فتح الباري (٩/ ٨٠) ، مرجع سابق.
(٣) الدارمي (٢/ ٥٢٢) ، أبو يعلى (٣/ ٢٨٤) ، الطبراني في الكبير (٦/ ١٧٢) ، مراجع سابقة، وانظر: مجمع الزوائد (٧/ ١٥٨) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>