للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد علمهم النبي صلّى الله عليه وسلّم أن القران نزل بلسان عربي مبين: كما قال وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (الشعراء: ١٩٢- ١٩٥) فعربية القران: كالحوالة من الشارع لاستخدام قوانين العربية في تلاوة القران وكتابته من إعراب وبناء وتصريف وإظهار وإدغام وإمالة وتغليظ وتفخيم وترقيق وفتح وإسكان وتخفيف وتحقيق ...

لا من حيث العموم بل في إطار المتناقل.

وعلى هذا فالعربية أصل النطق بألفاظ القران الكريم، كما «هي أصل فهم القران ومجموعها متواتر، وفي أهميتها لإدراك كيفية قواعد التلفظ والتفهم قيل:

حفظ اللغات علينا ... فرض كفرض الصلاة

فليس يضبط دين ... إلا بحفظ اللغات»

«١» وقد كان لفظ القران الكريم ميسرا بلسانه صلّى الله عليه وسلّم سهلا مذللا لتتم وظيفة التبليغ:

ودون ذلك التيسير لا يتم أداء هذه الوظيفة كما قال جل جلاله: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ (مريم: ٩٧) ، وكما قال سبحانه وتعالى: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (الدخان: ٥٨) ، فقد كان يعلمهم كلاما عربيا بينا مظهرا باللسان، لا كلاما خفيا، فإن مدلول كلمة لسان يظهر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم علم أصحابه هيئة أداء اللفظ الداخلي والخارجي: فلا بد من أن تكون مبينة واضحة كما قال جل جلاله: رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ (الطلاق: ١١) «أي في حال كونها بينة واضحة جلية» «٢» ، وهذا يشمل اللفظ الخارجي والداخلي من الهيئات الصوتية الموغلة في الجزئية.


(١) نقل كلام الفارابي والبيتين الإمام السيوطي في المزهر (١/ ٣٠٢) .
(٢) ابن كثير (٤/ ٣٨٥) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>