للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هل لتأخر التأليف في علم التجويد أثر سلبي؟:]

لا يعني تأخر ظهور التأليف في علم التجويد أن القراء كانوا ينطقون القران قبل ذلك على غير أصل واضح، كما لا يعني أن علماء التجويد اختلقوا هذه الأصول أو ابتدعوها.

ف «تجويد القران قد يحصله الطالب بمشافهة الشيخ المجود، بدون معرفة مسائل هذا العلم، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله، لكن بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة، وتزيد المهارة، ويصان به المأخوذ عن طريان الشك والتحريف» «١» ، فكانت أجيال المسلمين تجود القران بالمشافهة منذ عصر الصحابة حتى ظهرت المؤلفات التي تعني بالتجويد، وظلت المشافهة والتلقي عن الشيخ المتقن هي الأساس في قراءة القران وإتقان اللفظ بحروفه.

المطلب الثاني: مكونات علم التجويد- كما علمها النبي صلّى الله عليه وسلم-:

تمت صياغة مادة علم التجويد النظرية من المصدرين السابقين العملي والنظري، ثم واصل المتخصصون في علم التجويد أبحاثهم الصوتية وغيرها مستندين إلى تلك المادة، وأضافوا إليها خلاصة جهداهم حتى بلغ علم التجويد منزلة عالية من التقدم في دراسة الأصوات اللغوية.

ومن ثم فمن الجنف الشديد عند الكلام على حكم التجويد علما وعملا أن يتكلّم عنه بعيدا عن تصور مادته وماهيته وتصور أصوله الشرعية والنظرية، فتعليم النبي صلّى الله عليه وسلم أصحابه تجويد القران هو تعليم لمراتبه وأصوله الشرعية- بعد تقرير حداثة هذا المصطلح-، فيجب معرفة أصوله الشرعية حتى يتم الحكم


(١) الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ص ٢٠، مرجع سابق نقلا عن محمد المرعشس الملقب ساجقلي زاده ت ١١٥٠ هـ.

<<  <   >  >>