للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرطان: جودة الحفظ، إتقان الأداء «فالمهارة في القران بهذا جودة التلاوة بجودة الحفظ فلا يتلعثم ولا يتشكك وتكون قراءته سهلة ... » «١» .

«وثواب الماهر أن يكون مع الملائكة أو الرسل وياله من حظ وشرف، وسبب ذلك أن الله تعالى يسره الله تعالى عليه كما يسره على الملائكة فكان مثلها في الحفظ والدرجة» «٢» ، «ويحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الاخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة؛ لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم» «٣» .

وأما التتعتع فهو «التردد في الكلام عيا وصعوبة» «٤» والذي يتتعتع فيه هو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه، أو لصعوبة أدائه وإتقانه وقوله «وهو شديد عليه» أي يصيبه شدة ومشقة، والشدة والمشقة قد تكون في حفظه، وقد تكون في أدائه، وقوله «له أجران» : أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته «٥» .

وليس معنى الحديث أن الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرا؛ «لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره» «٦» كما يقال أيضا: «درجات الماهر فوق ذلك كله لأنه قد كان القران متعتعا عليه ثم ترقى عن ذلك إلى أن شبه بالملائكة» «٧» .


(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٥١٩) ، مرجع سابق.
(٢) انظر: فتح الباري (١٣/ ٥١٩) ، مرجع سابق.
(٣) انظر: شرح النووي (٦/ ٨٤) ، مرجع سابق.
(٤) انظر: القرطبي (١/ ٧) ، مرجع سابق.
(٥) انظر: شرح النووي (٦/ ٨٤) ، مرجع سابق.
(٦) انظر: شرح النووي (٦/ ٨٤) ، مرجع سابق.
(٧) انظر: القرطبي (١/ ٧) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>