للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- فقد كانت يظهر في قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم المد فقد قال قتادة: سألت أنسا كيف كانت قراءة النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «كانت مدا» «١» ، وفي لفظ: «كان يمد مدا» «٢» ، وفي لفظ «كان يمد صوته مدا» «٣» ، أي كانت ذات مد «٤» ، فيطيل الحروف الصالحة للإطالة يستعين بها على التدبر وتذكير من يتذكر «٥» .

٢- ومثّل أنس لهذا النوع من المد فقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم (الفاتحة: ١) يمد بِسْمِ اللَّهِ ويمد ب الرَّحْمنِ ويمد ب الرَّحِيمِ «٦» .

وهذا التمثيل يدل على غاية التحقيق في الترتيل فإن مد الكلمات الثلاث (الله، الرحمن، الرحيم) والمراد مد اللام التي قبل الهاء من الجلالة، والميم التي قبل النون من الرحمن، والحاء من الرحيم في غير الوقف عليها هو من نوع الأصلي، ومعلوم أن المد الأصلي مقداره حركتان فهو مد طبيعي، وأجاز بعض علماء التجويد مده ثلاث حركات عند الأخذ بوجه التحقيق ... وهذا ما ينطبق على هذه الرواية ولذا رجح العلماء أن «المراد من الترجمة الضرب الأول» «٧» ، وفي هذا إثبات للمد الفرعي من باب الأولى، وقد قال الداني في حديث أنس رضي الله عنه:

«ويمد (الرحمن) ، ويمد (الرحيم) ، وهو أصل في تحقيق القراءة، وتجويد الألفاظ،


(١) البخاري (٤/ ١٩٢٥) ، مرجع سابق، وانظر: (الترمذي) أبو عيسى محمد بن سؤرة الترمذي ت ٢٧٩ هـ: مختصر الشمائل المحمدية، اختصره وصححه: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ط ٤، ١٤١٣ هـ.
(٢) البخاري (٤/ ١٩٢٤) ، مرجع سابق.
(٣) السنن الكبرى للنسائي (١/ ٣٤٧) ، صحيح ابن حبان (١٤/ ٢٢٢) ، مرجعان سابقان.
(٤) فتح الباري (٩/ ٩١) ، مرجع سابق.
(٥) (السندي) أبو الحسن نور الدين بن عبد الهادي (١١٣٨ هـ) : حاشية السندي على النسائي (٢/ ١٧٩) ، مراجعة: عبد الفتاح أبو غدة ١٤٠٦ هـ- ١٩٨٦ م، مكتبة المطبوعات الإسلامية- حلب.
(٦) البخاري (٤/ ١٩٢٥) ، مرجع سابق.
(٧) فتح الباري (٩/ ٩١) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>