للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبذا يستبين أن الوجوب المذكور في حكم التجويد يراد به أصول هذه الأركان من الناحية العملية، وليس التفاصيل الموغلة في الأداء من غير المجمع عليه بين القراء إظهارا وإدغاما، وغنا ومدا، وتفخيما وترقيقا ... وأما المختلف فيه إظهارا وإدغاما مثلا فالسعة في القراءة بأيهما قائمة ما لم يسند ذلك إلى الرواية ... ومثل ذلك حسن الأداء، والتزيين، والتحسين؛ إذ يراد منها ليس الوجوب على كل بحسب القدرة بقدر ما يراد أن يغير تصويته بالقران إلى هيئة مغناة مزينة، وهو ما يفعله كل المسلمين على تفاوت بينهم في مقدار حسن ذلك.

[تواتر أركان التجويد (الترتيل) :]

بعد هذا العرض يتضح أن عمل المسلمين في التلاوة المقبولة بينهم يجعل التواتر لهذا العلم- عمليا- بينهم أمرا قطعيا لا يحتاج إلى أسانيد أصلا؛ إذ هو عمل الأمة بأسرها: خاصتها وعامتها ... فبعضه جزء من صميم لسانها الذي نزل القران به (وهو المخارج والصفات على التفصيل السابق) وبعضه هو المميز لتلاوة القران الكريم عن قراءة أي كتاب اخر ... والمراد المجمع عليه مما يمثل الحد الأدنى المطلوب في الوجوب الشرعي.

المطلب الثالث: تعليمه صلّى الله عليه وسلم مراتب الترتيل:

[ملحوظة في معنى الترتيل:]

سبق معنى الترتيل ودلالته اللغوية والشرعية، ولكن علماء القراءة يستعملون الترتيل في معنيين:

أحدهما عام وهو ما تقدم.

<<  <   >  >>