للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معنى التزيين:]

تدور معاني زين على: الملاحة والغاية في الحسن؛ إذ الزاي والياء والنون أصل صحيح يدل على حسن الشيء وتحسينه «١» .

[معنى الحديث:]

اختلف العلماء في معناه حتى ذكر القرطبي ست تأويلات في معناه «٢» ، والبحث يذكر أشهرها مما يتعلق بموضوعنا:

التأويل الأول: معناه اللهج بقراءته، وكثرة ترداده حتى يصير زينة الصوت، وحليته في الكلام أي أشغلوا أصوآتاكم بالقران، والهجوا بقراءته، واتخذوه زينة وشعارا «٣» : فعلى هذا «هو مقلوب أي زيّنوا أصوآتاكم بالقران، والمعنى الهجوا بقراءته وتزينوا به وليس ذلك على تطريب القول والتحزين» «٤» ، وقالوا: «فالزينة للصوت لا للقران» «٥» ، وبين أصحاب هذا المذهب أنهم اضطروا إلى هذا التأويل اضطرارا لأنه: لا يجوز على القران- في نظرهم- وهو كلام الخالق أن يزينه صوت مخلوق بل هو بالتزيين لغيره والتحسين له أولى «٦» ، ولذا فقد توقى هذه الرواية قوم، وأسند الخطابي عن شعبة قال: نهاني أيوب أن أحدث «زينوا القران بأصوآتاكم» ، وقالوا: لم يرد تطريب الصوت به والتحزين له؛ إذ ليس «هذا في وسع كل أحد فلعل من الناس من إذا أراد التزيين له أفضى به إلى التهجين» «٧» ،


(١) معجم مقاييس اللغة (١/ ٣٤١) .
(٢) انظر: تفسير القرطبي (١/ ١١) ، مرجع سابق.
(٣) انظر: الغريب للخطابي (١/ ٣٥٧) ، حاشية السندي (٢/ ١٧٩) ، مرجعان سابقان.
(٤) النهاية (٢/ ٣٢٥) ، مرجع سابق.
(٥) فيض القدير (٤/ ٦٨) ، مرجع سابق.
(٦) انظر: الغريب للخطابي (١/ ٣٥٦) ، مرجع سابق.
(٧) انظر: الغريب للخطابي (١/ ٣٥٧) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>