للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنه «إذا قرئ بالألحان التي تخرجه عن وضعه تضاعف فيه النشاط وزاد به الانبساط، وحنت إليه القلوب القاسية، وكشف عن البصائر غشاوة الغاشية» «١» وقوله «وإياكم ولحون أهل الكتابين» «أي احذروا لحون اليهود والنصارى وأهل الفسق من المسلمين يخرجون القران عن موضعه بالتمطيط بحيث يزاد حرف أو ينقص حرف فإنه حرام إجماعا كما ذكره النووي في التبيان «ترجيع الغناء» أي أهل الغناء ورهبانية النصارى وأهل النوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم بنحو محبة الشبان والنساء وقلوب من يعجبهم شأنهم فإن من أعجبه شأنهم فمال مصيره منهم» «٢» .

فقراءة القران تكون باللحن الذي يتنوع ويستعمل من قبل فئتين متقابلتين:

[الفئة الأولى:]

فئة تقرؤه وفق ما اعتادته العرب في تلحينها منضبطا بقواعد لغتها وهو ما عليه عامة المسلمين الذين يقرأون القران منضبطا أداؤه بأحكام التجويد ويبقى الاختلاف بينهم عائدا إلى مدى الملاحة في الصوت وهو أمر عائد إلى الجبلة البشرية، والطبيعة الخلقية «٣» ، ويحكى عن الشيخ تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ ت ٧٢٥ هـ أنه قرأ يوما في صلاة الصبح (وتفقد الطير) وكررها فنزل طائر على رأسه يسمع قراءته فنظروا إليه فإذا هو هدهد، وقد أسلم جماعة من اليهود والنصارى بمجرد سماع قراءة سبط الخياط عبد الله بن علي البغدادي ت ٥٤١ هـ.

[الفئة الثانية:]

فئة هم أهل الكتابين والنوح والغناء والرهبانية حيث يسير إما على ذوق فاعله دون قواعد ضابطة، وإما على قواعد ونواميس الإيقاع والغناء


(١) فيض القدير (٢/ ٦٥) ، مرجع سابق.
(٢) فيض القدير (٢/ ٦٥) ، مرجع سابق.
(٣) النهاية (٤/ ٢٤١) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>