للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حملة القران وقرائه على ما قرره علماء الإسلام، إذ «يؤخذ من الحديث أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القران وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له» «١» ، وعلى هذا فحملة القران «أي حفظته عن ظهر قلب المداومين لتلاوته العاملين بأحكامه» «٢» العاملون بما فيه الواقفون عند حدوده ورسومه الامرون بما أمر به الناهون عما نهى عنه «٣» ... ولكن الواقع هو الأخذ بالظاهر فينادى بهذا اللفظ من جمع القران ما دام لم يظهر منه علنا ما ينافي القران، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقيقة السابقة.

[ثانيا: مصطلح (صاحب القران) :]

وورد مصطلح (صاحب القران) : في قول النبي صلّى الله عليه وسلم: «يقال لصاحب القران إذا دخل الجنّة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكلّ اية درجة حتّى يقرأ اخر شيء معه» «٤» ، وقوله صلّى الله عليه وسلم: «إذا قام صاحب القران فقرأه بالليل والنهار ذكره..» «٥» .

[تحريره:]

يدل على المؤالفة بين القران والإنسان الملقب بهذا اللقب؛ إذ المصاحبة هي المؤالفة، وهو كقوله سبحانه وتعالى: أَصْحابَ الْجَنَّةِ (القلم: ١٧) والإلف المطلوب هنا إلف لتلاوته وهو أعم من أن يألفها نظرا من المصحف، أو عن ظهر قلب فإن الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه، ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه


(١) عون المعبود (٤/ ٢٣٧) ، مرجع سابق.
(٢) فيض القدير (١/ ٢٢٦) ، مرجع سابق.
(٣) فيض القدير (٢/ ١٩) ، مرجع سابق.
(٤) ابن حبان (٣/ ٤٣) ، الحاكم (١/ ٧٣٩) ، النسائي في الصغرى (١/ ٥٦٠) ، الترمذي (٥/ ١٧٧) ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» .
(٥) رواه مسلم (١/ ٥٣٦) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>