للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواية وتخليط على أهل الدراية، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر وإن كنا نعيبه على أئمة القراات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ... وقد روينا في المعجم الكبير للطبراني بسند الصحيح عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله بن مسعود: «ليس الخطأ أن يقرأ بعضه في بعض، ولكن الخطأ أن يلحقوا به ما ليس منه» «١» .

المطلب الثاني: تعليمه صلّى الله عليه وسلم أن الحرف الواحد شاف كاف:

علمهم النبي صلّى الله عليه وسلم أن كل حرف من هذه السبعة يتحقق به القران، فالحرف الواحد منها شاف كاف، ف (شاف) أي يشفي من الريب، لا يقصر بعضه عن بعض في الفضل، وقوله (كاف) أي كاف في نفسه، غير محوج إلى غيره «٢» فلا تفضيل بينها، ولا تمييز إلا بحسب الرغبة النفسية والميل القلبي كما جاء عن قتادة قال: قال لي أبيّ بن كعب: اختلفت أنا ورجل من أصحابي في اية فترافعنا فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ يا أبي فقرأت ثم قال للاخر: اقرأ فقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلاكما محسن مجمل» . فقلت: ما كلانا محسن مجمل. قال: فدفع النبي صلى الله عليه وسلم في صدري فقال لي: «إن القران أنزل علي فقيل لي على حرف أو على حرفين قلت بل على حرفين ثم قيل لي على حرفين أو ثلاث فقلت بل على ثلاثة حتى انتهى إلى سبعة أحرف كلها شاف كاف ما لم تخلط اية رحمة باية عذاب أو اية عذاب باية رحمة فإذا كانت عزيز حكيم فقلت سميع عليم فإن الله سميع


(١) النشر في القراات العشر (١/ ١٨) ، مرجع سابق.
(٢) المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ص ١١٠، مرجع سابق.

<<  <   >  >>