للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما تبين له كافرا» «١» وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع النبي صلّى الله عليه وسلم قوما يتمارون في القران فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما ترك كتاب الله يصدق بعضه بعضا ولا يكذب بعضه بعضا ما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» «٢» ، فالمراء هنا هو «الإصرار على التغليط، والتضليل، وترك الإذعان لما يقام من الحجة فأما المباحثة التي لا يكاد المشكك ينصح إلا بها فليست بحرام» «٣» .

عثمان رضي الله عنه ذكر الأمة بالمشروعية العامة لكل القراات ما دامت ثابتة عن النبي صلّى الله عليه وسلم حتى لا يقع أحد في التكفير:

وهذا الاختلاف والتغليط في أحرف القران حدث في زمن عثمان بن عفان فإن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة أبى بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفر بعضهم بعضا «٤» فأراد عثمان أن يبين للناس جواز القراءة بذلك كله دون إنكار أو مراء، ولذا استشهد الناس على سماعهم حديث الأحرف السبعة، كما جاء عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال: بلغنا أن عثمان قال يوما- وهو على المنبر-:

أذكر الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «أنزل القران على سبعة أحرف كلها شاف كاف» لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:


(١) شعب الإيمان (٢/ ٤١٧) ، مرجع سابق.
(٢) شعب الإيمان (٢/ ٤١٧) ، مرجع سابق.
(٣) شعب الإيمان (٢/ ٤١٧) ، مرجع سابق.
(٤) انظر: فتح الباري (٩/ ١٨) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>