للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- التيقن من عدم التناقض المعنوي بين القراات المتعددة، كعدم تناقض وصف الله بعدة أوصاف مثل: عليما حليما غفورا رحيما.

٥- الخلافات بين القراات منحصرة منضبطة: فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:

«إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم» «١» ، والتقارب هنا يدل على أن الخلاف بين القراات محدودة جدا ومنحصرة فهي متقاربة بينها.

فنفي قراءة من صحابي لاخر مع إثبات تلقيها من النبي صلّى الله عليه وسلم خطأ رده النبي صلّى الله عليه وسلم، وبعد جيل الصحابة يكون الخطأ هو نفي قراءة مع تلقي أهل المصر لها بالقبول.

٦- يجب عند الاختلاف في القراءة أن يكفوا: وليقوموا حتى لا يخطئ بعضهم بعضا في قراءة ثابتة مما قد يؤدي إلى التكفير فعن جندب بن عبد الله عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «اقرؤا القران ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه» «٢» : فقوله: «فإذا اختلفتم» فيه نهي عن القراءة إذا وقع الاختلاف في كيفية الأداء فمنع هذا من قراءة أخيه، واتهمه باختلاقها، وأمرهم بأن يتفرقوا عند وقوع مثل هذا الاختلاف، ويستمر كل منهم على قراءته ومثله ما تقدم عن ابن مسعود لما ورقع بينه وبين الصحابيين الاخرين الاختلاف في الأداء فترافعوا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال كلكم محسن، وما وقع لأبي كذلك «٣» ، وهذا أولى من الحمل على الاختلاف في فهم معانيه «٤» ، وذلك لأن الاختلاف في استنباط فروع الدين منه ومناظرة أهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق واختلافهم في


(١) النسائي في الصغرى (١/ ٥٦٦) ، مرجع سابق.
(٢) البخاري (٤/ ١٩٢٩) ، مسلم (٤/ ٢٠٥٣) ، ابن حبان (٣/ ٥) ، مراجع سابقة.
(٣) وانظر: فتح الباري (٩/ ١٠١) ، مرجع سابق.
(٤) انظر: فتح الباري (٩/ ١٠١) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>