للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[استبعاد القول بأن الأحرف السبعة مترادفات سبع:]

وواضح من الأحاديث أن الأمر لم يتعلق بالمترادفات اللغوية حال وجودها في القران الكريم، وذلك لمعرفة عمر وغيره بالسور التي كان يقرؤها من أنكروا عليه، فلو كانت مترادفات لكثرت، ولما أنكروا؛ إذ تصبح سورا جديدة لا معروفة عند السامع.

والقائل بالترادف يعسر على الأمة ويقلب الحكمة، إذ الترادف مستلزم لحفظ الأصل، وإذا كان بعض من ذهب المذهب يقول: «والذي وقر في أفهام الصحابة أن ذلك لا يتأتى بالتشهي في انتقاء المترادفات، أو الاختيار الشخصي في تطويع القران للغة ... ولو قد كان ذلك لما قال كل من عمر وهشام حين تجادلا في الموضوع أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم، بل المرجع الأول والأخير في ذلك» «١» ، فإن العسر يبلغ مبلغا كبيرا كما هو ظاهر.

وهذا كله حال تفسير الأحرف السبعة بالمترادفات، وهذا التفسير غير مرضي ولا متفق عليه.

[المتبقي من الأحرف السبعة:]

وبناء على اختلافهم في تحديد ماهية الأحرف السبعة اختلفوا في بقائها كلها، أو بقاء بعضها، فمنهم من ذهب إلى بقاء الأحرف السبعة برمتها كما يميل إليه ابن حزم «٢» ، ومنهم من ذهب إلى بقاء حرف واحد وذهاب ستة أحرف حيث يتحقق القران بواحد منها وهو موجود وذلك شاف كاف كما ذهب إليه الطبري.


(١) انظر: مقال للأستاذ محمد محمد الشرقاوي: الأحرف السبعة التي أنزل عليها القران بمجلة الأزهر، مجلد ٣٣، عدد ١١- ١٩٦٢ م.
(٢) الإحكام لابن حزم (١/ ٧١) ، مرجع سابق، ويسمي الأحرف قراات.

<<  <   >  >>