للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يتعلق بذلك فيقال: إن الواحد يكفي في نقل الاية والحرف كما فعلتم فإنكم أثبتم بقول رجل واحد وهو خزيمة بن ثابت واحده اخر سورة براءة وقوله:

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ ... (الأحزاب: ٢٣) «١» .

والجواب: أما معنى قوله: «وصدور الرجال» : أي كأساس للمكتوب:

وهذا- في نظر الكاتب- أولى من قول من قال: «أي حيث لا أجد ذلك مكتوبا» «٢» ، لأن القران مكتوب، وعمل زيد في الجمعين في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما قائم على التعضيد للمقروء (القران) ، بالمكتوب (الكتاب) ، وللمكتوب بالمقروء، فتكون الواو بمعنى مع أي أكتبه من المكتوب الموافق للمحفوظ في الصدر «٣» .

ومعنى قوله: «فقدت اية كذا فوجدتها مع فلان..» أنه كان يتطلب نسخ القران مما كتب بأمر النبي صلّى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الاية مع ذلك الشخص، وإلا فالاية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الاية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوا لسماعهم إياها من النبي صلّى الله عليه وسلم «٤» وهو أولى أيضا من غيره من الأقوال «٥» .

فالمراد: أي لم أجدهما مكتوبتين أما الحفظ فعام منتشر، فليس فيه ما يقتضي الثبوت بغير التواتر؛ إذ كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلّى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم «٦» .


(١) القرطبي (١/ ٥٦) ، مرجع سابق.
(٢) كما قال ابن حجر. انظر: فتح الباري (٩/ ١٥) .
(٣) وقد وجدت ابن حجر ذكر ذلك. انظر: فتح الباري (٩/ ١٥) .
(٤) المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ص ٥١، مرجع سابق.
(٥) القرطبي (١/ ٥٦) ، مرجع سابق.
(٦) المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ص ٥٧، مرجع سابق.

<<  <   >  >>