للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- رام المؤلف أن يبين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان- في أداء البلاغ المبين للفظ القراني- كرئيس جامعة عصرية تضم تحتها عددا من الكليات، ومجموعة متخصصة من هيئة التدريس يبرز بعضهم ككبار المدرسين، ويمكن تشبيه بعضهم بالمعلم الأول في عصرنا ... وأما الطلاب فأعداد غفيرة تشكل الأمة بأسرها، ومنهم المتفرغون لتعلم القران الكريم كالسبعين الذين قتلوا في بئر معونة، كما حاول أن يبين مفردات المنهج الذي يجب على جميعهم أن يتعلموه «الواجب العيني» ، ثم يرتقي بعضهم إلى الدراسات العليا ليحيطوا بنسبة أكثر وأدق من المعرفة القرانية لهذا المنهج التعليمي «الفرض الكفائي» ...

٥- فصّل الكتاب كيفية تعليم الناس اللفظ القراني وفق منهجية التلقي، وكيف كانت تتم عملية التلقين والتلقي على الرغم من كثرة العدد، مع ضرورة تطبيق اللفظ القراني، ومعرفة معانيه.

[لماذا اختار الكتاب مصطلح (أصحاب) ولم يختر مصطلح (تلاميذ) ؟]

لأن هذا هو المصطلح النبوي لتلاميذ النبي صلّى الله عليه وسلّم ... والاصطلاح على المتعلم بأنه (تلميذ) نشأ متأخرا «١» ، والأصحاب مأخوذ من الصحبة التي «تعني المصاحبة والمرافقة والمجالسة على حب الله تعالى وحب رسوله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة هم أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم الذين صاحبوه وجالسوه وسمعوا منه وأخذوا عنه هدي الإسلام وسننه، فنصروه وعزّروه وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.

ولقد قام المنهج النبوي على تأسيس الصلة والصحبة والجندية كلها على المتابعة بالمحبة والصدق والإخلاص» «٢» ، ولا شك أن الظلال النفسية لمصطلح صاحب لها


(١) انظر: لسان العرب (٣/ ٤٧٨) ومما ذكره أن التلاميذ هم الخدم والأتباع واحدهم تلميذ.
(٢) أحمد علي الإمام (دكتور) : الصحبة والصحابة (ص ٦) ، منشورات مجمع الفقه الإسلامي، الخرطوم.

<<  <   >  >>