للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة، ومن قرأ القران فأكمله وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا هو أحسن من ضوء الشمس في بيوت من بيوت الدنيا لو كانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به» «١» ، وعن أبي هريرة يبلغ به النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من رجل يعلم ولده القران في الدنيا إلا توج أبوه يوم القيامة بتاج في الجنة يعرفه به أهل الجنة بتعليم ولده القران في الدنيا» «٢» .

والأحاديث يعضد بعضها بعضا، وهي تدل بدلالة الإشارة على الحض الشديد للوالدين على تعليم أولادهم القران، وتحفيظهما إياه وما يستتبع ذلك من العمل به، وهذا يوحي بضرورة أن تكون مادة القران الكريم جزا مستقلا من التعليم العام والتعليم العالي، وأن تكون مادة ملزمة لسائر التخصصات، مع تفاوت الكمية المناسبة لكل بحسبه كلما أنتهي من جزء لفظي أو معنوي انتقل إلى غيره بحيث يبقى الجيل المسلم على صلة لا تنقطع بها.

ولذلك كله كان تعلم القران بدهية في حياة الصحابة رضي الله عنهم حتى صار مقياسا لغيره كما قال عمر رضي الله عنه: تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القران «٣» .


(١) أبو داود (٢/ ١٧٠) ، مرجع سابق.
(٢) الطبراني في الأوسط (١/ ١٠٠) .
(٣) سنن البيهقي الكبرى (٦/ ٢٠٩) .

<<  <   >  >>