للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسلسل المنهجية: وكذلك كان من بعدهم عنهم فقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: «قرأت على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه القران كثيرا، وأمسكت عليه المصحف فقرأ علي، وأقرأت الحسن والحسين حتى قرا عليّ القران، وكانا يدرسان على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فربما أخذ على الحرف بعد الحرف» «١» .

المطلب الثاني: تعليمه صلّى الله عليه وسلّم أماكن القراءة:

مكان القراءة الأساس هو المسجد فهو المقر الرئيس للجامعة النبوية القرانية، فعن عقبة بن عامر الجهنيّ رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما ونحن في الصّفّة، فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي كلّ يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم؟ قال: قلنا: كلّنا يا رسول الله يحبّ ذلك قال: فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهنّ من الإبل» «٢» .

وكان يحثهم على لزوم المسجد لذلك حثا شديدا:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله عزّ وجلّ يقرؤن ويتعلّمون كتاب الله عزّ وجلّ يتدارسونه بينهم إلا حفّت بهم الملائكة، وغشيتهم الرّحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ... » «٣» ، وكان صلّى الله عليه وسلّم يعلمهم أن ذلك جزء من وظيفة المسجد: فقد قال صلّى الله عليه وسلّم لهم معلما: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة،


(١) كتاب السبعة في القراات (ص ٦٨) .
(٢) مسلم (١/ ٥٥٢) ، مرجع سابق.
(٣) مسلم (٤/ ٢٠٧٤) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>