للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عمر: كانت مع قارب راية الأحلاف لما حاصر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الطائف، ثم قدم في وفد ثقيف فأسلم.

قلت: وهذه القصة ذكرها أبو الحسن المدائني محررة، فقال في قصة حنين: كانت راية الأحلاف من ثقيف يوم حنين مع قارب بن الأسود، فقال لقومه: اعصبوا رايتكم بشجرة ليحسب من رآها أنكم لم تبرحوا، وانجوا على خيلكم، ففعلوا فنظر بنو مالك إلى الراية لا تبرح، فصبروا فقتل منهم اثنان وسبعون، واستقبل سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة، لأن أخاه كان قتل، فذكر القصة، وسبقت في ترجمة سفيان بن عبد اللَّه.

وروى ابن شاهين هذه القصة بمعناها من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد ابن رومان.

وقد تقدم ذكر قارب في حديث ولده عبد اللَّه بن قارب.

وروى الحميدي في مسندة عن سفيان: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أخبرني وهب بن عبد اللَّه بن قارب، أو مارب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع يقول: «يرحم اللَّه المحلّقين» «١» وأشار بيده.

قال سفيان: وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد اللَّه بن مارب، وحفظي قارب، والناس يقولون قارب كما حفظت، فأنا أقول مارب وقارب.

وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال علي بن أبي عيينة، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، عن أبيه، عن جده، فذكره، قال سفيان: وجدت عندي مارب، فقالوا لي هو قارب، قال علي: قلت لسفيان: هو عن أبيه عن جده؟ قال: نعم. قال علي: وحدثنا به مرة عن ابن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه- سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وحدثنا به مرة عن وهب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.

قلت: وهذه الطريق الأخيرة قد قدمتها في ترجمة عبد اللَّه، وفيه اختلاف آخر أورده ابن مندة عن ابن الأعرابي، عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن ابن قتيبة، عن إبراهيم، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، قال: حججت مع أبي ... فذكره.

وأورده في ترجمة وهب، وهكذا رواه أبو الحسن بن سفيان في مسندة عن


(١) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٥٣ عن ابن عباس ٢/ ١٦، ٤/ ٧٠، ٦/ ٤٠٢ والبيهقي في السنن الكبرى ٥/ ١٣٤، والحميدي في المسند ٩٣١ والبيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٥١، وابن عساكر في التاريخ ٢/ ١٠١ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٢٧٣٨، ١٢٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>