للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٠٦٠ ز- حارثة بن مالك بن غضب:]

بن جشم بن الخزرج ثم من بني [مخلد بن] عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ.

ذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا، هكذا قال ابن عبد البرّ.

وقال الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي عبد اللَّه حارثة بن النعمان: شهد بدرا من الأنصار ممن يسمى حارثة ثلاثة: حارثة بن سراقة واستشهد فيها. وحارثة بن النعمان وعاش إلى خلافة معاوية، وحارثة بن مالك بن غضب.

ثم ساق بسنده إلى الواقديّ فيمن استشهد ببدر من بني زريق بن عامر بن عبد حارثة ابن مالك بن غضب بن جشم من الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زريق. هذا آخر الكلام أبي أحمد، وهو أوّل واهم فيه، فإنه نقل بعض كلام الواقديّ وحذف بعضا، وظن أن النّسب انتهى إلى قوله عبد، وأن المختبر عنه بشهوده بدرا هو حارثة، وليس كذلك، فإن عبد حارثة بن مالك جدّ عليّ الّذي شهد بدرا، واسمه هكذا مركب من ركنين عبد وحارثة، وقد وقع نحو هذا الوهم لابن مندة، فقال حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاريّ، من بني بياضة شهد العقبة، قاله أبو الأسود عن عروة، ثم قال بعد تراجم: حارثة بن مالك الأنصاري: من بني حبيب بن عبد، شهد بدرا، قاله ابن إسحاق. ثم ساق بسنده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك.

انتهى.

وقد وقع في نحو مما وقع فيه الحاكم، فإنه ظنّ أن حارثة هو المخبر عنه بشهوده بدرا، وليس كذلك.

والّذي في كتاب ابن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين من الأنصار ببدر من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم رافع بن المعلى، فقوله: رافع بن المعلى هو المخبر عنه، وهو من ذرية حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، وعبد حارثة اسم مركب كما تقدم، وما نسبه إلى أبي الأسود عن عروة القول فيه كالقول فيما نسبه لابن إسحاق.

وتردّد ابن مندة بأن جعله اثنين، وهو واحد على تقدير أنه يكون قد سلم الخطأ فيه.

وقد بالغ الدمياطيّ في الإنكار على ابن عبد البرّ فيما نقله عن الواقديّ من جعله حارثة بن مالك بن غضب شهد بدرا، وقال: هو عبد حارثة، وهو من أجداد من صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبينهم وبينه عدّة آباء. انتهى. وقد نبه على وهم ابن مندة فيه أبو نعيم، وزعم أن ابن لهيعة

<<  <  ج: ص:  >  >>