للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشاقتك من أم الوليد ربوع ... بلاقع ما من أهلهن جميع

عفاهن ضيفى الرياح وواكف ... من الدلو زجاف السحاب هموع

فلم يبق إلا موقد النار حوله ... رواكد أمثال الحمام كنوع «١»

فدع ذكر دار بددت بين أهلها ... نوى لمتينات الحبال قطوع

وقل إن يكن يوم بأحد يعده ... سفيه فإن الحق سوف يشيع

فقد صابرت فيه بنو الأوس كلهم ... وكان لهم ذكر هناك رفيع

وحامى بنو النجار فيه وصابروا ... وما كان منهم فى اللقاء جزوع

أمام رسول الله لا يخذلونه ... لهم ناصر من ربهم وشفيع

وفوا إذ كفرتم يا سخين بربكم ... ولا يستوى عبد وفى ومضيع

بأيديهم بيض إذا حمش الوغى ... فلا بد أن يردى لهن صريع «٢»

كما غادرت فى النقع عتبة ثاويا ... وسعدا صريعا والوشيج شروع «٣»

وقد غادرت تحت العجاجة مسندا ... أبيا وقد بل القميص نجيع

يكف رسول الله حيث تنصبت ... على القوم مما قد يثرن نقوع

أولئك قوم سادة من فروعكم ... وفى كل قوم سادة وفروع

بهن نعز الله حتى يعزنا ... وإن كان أمر يا سخين فظيع

فلا تذكروا قتلى وحمزة فيهم ... قتيل ثوى لله وهو مطيع

فإن جنان الخلد منزلة له ... وأمر الذى يقضى الأمور سريع

وقتلاكم فى النار أفضل رزقهم ... حميم معا فى جوفها وضريع «٤»

وقال كعب بن مالك يجيب ابن الزبعرى وعمرو بن العاص عن كلمتين قالاها فى ذلك:

أبلغ قريشا وخير القول أصدقه ... والصدق عند ذوى الألباب مقبول

أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم ... أهل اللواء ففيما يكثر القيل

ويوم بدر لقيناكم لنا مدد ... فيه مع النصر ميكال وجبريل

إن تقتلونا فدين الحق فطرتنا ... والقتل فى الحق عند الله تفضيل


(١) رواكد: الحجارة التى كانوا ينصبونها لوضع القدور عليها. وكنوع: أى لاصقة بالأرض.
(٢) حمش: أى اشتد وقوى. ويردى: أى يهلك.
(٣) ثاويا: أى مقيما.
(٤) الضريع: نبات أخضر يرمى به البحر.