للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وراقب الجمعين شخصان لكي ... ينتهبا من مدبري الجمعين شي

فرأيا الملك وهو منطلق ... فانشقّ واحد والاخر صعق

(لا ينزل بتجديد شريعة) . ونقله في «مشارق الأنوار» في فوز أهل الاعتبار، جعلنا الله تعالى منهم بمنّه وكرمه.

(وراقب الجمعين) أي: جمع المسلمين، وجمع المشركين (شخصان) من بني غفار (لكي ينتهبا) مع من ينتهب (من مدبري الجمعين شي) معمول ل (ينتهبا) ، وقف به على لغة ربيعة؛ أي: ليأخذا شيئا.

(فرأيا الملك) جبريل عليه السّلام (وهو منطلق) على فرس قائلا: أقدم حيزوم (فانشقّ واحد) من الشخصين فمات مكانه، (والآخر صعق) وغشي عليه.

قال ابن إسحاق: (حدّثني عبد الله بن أبي بكر: أنّه حدّث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدّثني رجل من بني غفار قال: أقبلت أنا وابن عم لي.. حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر، ونحن مشركان، ننتظر الوقعة على من تكون الدّبرة «١» ، فننتهب مع من ينتهب، فبينا نحن في الجبل؛ إذ دنت سحابة.. فسمعنا فيها حمحمة «٢» الخيل، فسمعت قائلا يقول: أقدم «٣» حيزوم، فأمّا ابن عمّي فانكشف


(١) الدبرة- بفتح الدال المهملة وسكون الباء-: هي الهزيمة.
(٢) حمحمة- بحائين مهملتين مفتوحتين، بينهما ميم ساكنة-: صوت الخيل.
(٣) أقدم: بهمزة قطع مفتوحة وكسر الدال، من الإقدام كما رجحه ابن الأثير، وحيزوم: اسم فرس جبريل، كما في «الروض الأنف» للسهيلي.

<<  <   >  >>