للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين قتلهم فمالوا للفدا ... لأنّه على القتال عضدا

وأنّه أدّى إلى الشّهادة ... وهي قصارى الفوز والسّعادة

نون التوكيد (وبين قتلهم) أي: الأسرى، والمخيّر لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمر جبريل عليه السّلام، كما روى الترمذي والنّسائي وابن حبّان والحاكم بإسناد صحيح عن عليّ رضي الله عنه قال: (جاء جبريل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فقال: خيّر أصحابك في الأسرى، إن شاؤوا القتل، وإن شاؤوا الفداء على أن يقتل منهم عاما مقبلا مثلهم قالوا: الفداء، ويقتل منا) .

ورواه ابن سعد من مرسل عبيدة فقالوا: (بل نفاديهم، فنتقوى به عليهم، ويدخل قابلا منا الجنة سبعون) .

(فمالوا للفدا) أي: لقبول الفداء منهم (لأنّه) أي:

الفداء عضد (على القتال) فهو متعلق بقوله: (عضدا) المبني للفاعل بمعنى: أعان.

(وأنّه) أي: الفداء (أدى) أي: أوصل (إلى) الظفر ب (الشهادة) في سبيل الله تعالى (وهي) أي: الشهادة (قصارى) بضم القاف؛ أي: غاية (الفوز والسعادة) .

ولما اختاروا الفداء استشهد منهم في العام القابل وهو عام أحد، سبعون رجلا.

ثمّ أراد أن يبين مقدار ما كان به الفداء من المال فقال:

<<  <   >  >>