للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطلحة وفيه شلّت يده ... إذ اتّقى النّبل بها يصمده

رسول الله صلى الله عليه وسلم (بالأب) ففي «صحيح البخاريّ» بسنده إلى عبد الله بن شدّاد قال: سمعت عليّا يقول: ما سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلّا لسعد بن مالك، فإنّي سمعته يقول يوم أحد: «يا سعد؛ ارم، فداك أبي وأمي» .

(و) منهم (طلحة) بن عبيد الله الجواد بنفسه، الفياض بماله، من قضى نحبه، وأرضى ربه، ففي الصحيح بسنده إلى قيس قال: رأيت يد طلحة شلّاء، وقى بها النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد؛ فقد قاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا حين أحدق به المشركون من كل ناحية، وصار يذبّ بالسيف من بين يديه ومن ورائه، وعن يمينه، وعن شماله، يدور حوله، ويترّس بنفسه دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن هو إلّا جنة بنفسه عن رسول الله حتى انكشفوا (وفيه) أي: النّبيّ صلى الله عليه وسلم (شلّت يده) بالبناء للفاعل والمفعول: أصابها الشلل، وهو فساد اليد (إذ اتّقى) أي: لأنّ طلحة كان اتقى (النبل) والسهام (بها) أي: بيده


عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. قال: أي: عبد الملك بن عمير أحد الرواة-: وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنّه ليتعرض للجواري في الطريق يغمزهنّ) اهـ ورواه أيضا مسلم، وأبو داوود، والنسائي. مات سعد بالعقيق من المدينة المنوّرة، ودفن بالبقيع سنة بضع وخمسين من الهجرة. رضي الله تعالى عنه. اهـ

<<  <   >  >>