للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكراع «١» والخفّ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا؛ فإنّي مرتحل، ثمّ قام إلى جمله وهو معقول، فجلس عليه، ثمّ ضربه فوثب به على ثلاث، فوالله ما أطلق عقاله إلّا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ: «أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني» لقتلته بسهم.

[تبشير حذيفة بانهزام المشركين:]

قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلّي في مرط لبعض نسائه مرجّل، قال ابن هشام:

(المراجل: ضرب من وشي اليمن) فلمّا رآني.. أدخلني إلى رجليه، وطرح علي طرف المرط، ثمّ ركع وسجد وإنّي لفيه، فلمّا سلم.. أخبرته الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم.

[تنبيه:]

هذه القصة التي ذهب لكشفها سيدنا حذيفة بن اليمان غير قصة سيدنا الزّبير؛ فإنّها كانت لكشف خبر بني قريظة: هل نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين، ووافقوا قريشا على محاربة المسلمين؟ فروى البخاريّ وغيره عن جابر: أنّه عليه الصّلاة


(١) بضم الكاف وتخفيف الراء: اسم لجمع الخيل.

<<  <   >  >>