للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن جأرت في وجهه الصّبيان ... واستعطفت رحمته النّسوان

ففتنوه وانتحى عن بلد ... عصى به وشاط نحو المسجد

فقام فيه برهة مرتبطا ... معذّبا لنفسه مورّطا

ترجمته (الخبر) وكانت قريظة أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا، فأرسله إليهم، فلمّا رأوه.. قام إليه الرجال، وأسرع إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه (فرقّ) لهم ورحمهم (للعهد الذي بهم غبر) أي: مضى، وكانوا حلفاء الأوس.

(أن جأرت) صاحت (في وجهه الصبيان) بكسر الصاد، وتضم (واستعطفت رحمته) طلبت العطف منه والرحمة (النّسوان) ولما سألوه وقالوا: يا أبا لبابة؛ أترى أن ننزل على حكم محمّد»

؟ قال: نعم- وأشار بيده إلى حلقه: أنّه الذّبح- قال أبو لبابة: فو الله؛ ما زالت قدماي من مكانهما..

حتى عرفت أنّي قد خنت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

(ففتنوه) أي: فبسبب ما ذكر أوقعوا أبا لبابة في الفتنة، فندم واسترجع (وانتحى) أي: ذهب إلى ناحية بعيدة (عن بلد عصى به) ربه، ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم (وشاط) جرى (نحو المسجد) النبويّ.

(فقام فيه برهة) زمنا طويلا (مرتبطا) «٢» إلى عمود من


(١) أي: كما قال صلى الله عليه وسلم لشاس بن قيس الذي بعثوه إليه بأن ينزلوا على ما نزل بنو النضير، فأبى صلى الله عليه وسلم إلّا أن ينزلوا على حكمه.
(٢) وقيل: إن ارتباطه هذا كان بسبب تخلفه عن غزوة تبوك. راجع «العيون» وكتب التفسير في (سورة التوبة) .

<<  <   >  >>