للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: اتّحد ودان والأبواء في المعنى، واختلفا في اللفظ، وهما موضعان بينهما ستة أميال، وبالأبواء المعروفة اليوم بالخريبة، قبر أم نبينا صلى الله عليه وسلم، على يسار الذاهب إلى مكة.

[وحاصل هذه الغزوة:]

أنّه صلى الله عليه وسلم خرج لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر صفر، وعلى رأس اثني عشر شهرا من الهجرة، وخرج بالمهاجرين ليس معهم أنصاري يريد قريشا، وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة، واستعمل على المدينة سعد بن عبادة، وحمل اللواء حمزة بن عبد المطلب، فبلغوا سيف البحر يعترضون عيرا لقريش قد جاءت من الشام، فيها أبو جهل في ثلاث مئة راكب، ثم كانت فيها الموادعة- أي:

المصالحة «١» - بينه وبين بني ضمرة، وسيدهم مخشيّ «٢» بن عمرو، على أنّ بني ضمرة لا يغزونه، ولا يكثّرون عليه جمعا، ولا يعينون عليه عدوّا، فرجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا، وكانت غيبته صلى الله عليه وسلم خمس


(١) وكتب بذلك كتابا فيه: (بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من محمّد رسول الله النّبي، بأنّهم آمنون على أموالهم، وأنفسهم، وأنّ لهم النصر على من رامهم، إلّا أن يحاربوا في دين الله ما بل بحر صوفة، وأنّ النّبي إذا دعاهم لنصر أجابوه عليهم بذلك ذمة الله ورسوله) .
(٢) بفتح الميم، وسكون الخاء، وكسر الشين المعجمتين، ثمّ ياء مشددة كياء النسب. قال في «البرهان» : (لا أعلم له إسلاما) كذا في «شرح المواهب» وذكر في «الإمتاع» : (أنّه يقال لمخشي: مجدي بن عمرو أيضا) .

<<  <   >  >>