للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النزيرة (١)، تحبك العشيرة، ولكنك نافرت منفّرا». فنفّر عبد المطلب.

فغضب حرب، وأغلظ لنفيل، وقال: من انتكاس الدهر أن جعلتك حكما. وكانت العرب تتحاكم إليه. فقال نفيل:

أولاد شيبة أهل المجد قد علمت … عليا معدّ إذا ماهزهز الورع

وشيخهم خير شيخ لست تبلغه … أنّى وليس به سخف ولا طبع

يا حرب ما بلغت مسعاتكم هبعا (٢) … يسقى الحجيج وماذا يبلغ الهبع

أبوكما واحد والفرع بينكما … منه العشاش ومنه الناضر الينع

ويروى «مختلف العيش الضئيل (٣)». قال: فترك عبد المطلب منادمة حرب، ونادم عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة. ولم يفارق حربا حتى أخذ منه مائة ناقة، ودفعها إلى ابن عم اليهودي. وارتجع ماله إلا شيئا كان شعث منه، فغرمه من ماله. وقال الأرقم بن نضلة بن هاشم في منافرة عبد المطلب حربا:

وقبلك ما أردى أمية هاشم … فأورده عمرو إلى شرّ مورد

أيا حرب قد جاريت غير مقصّر … شاك إلى الغايات طلاّع أنجد

- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن أشياخ من العلماء، قالوا:

كان لعبد المطّلب ماء يدعى الهرم. فغلبه عليه جندب بن الحارث


(١) - النزير - الإلحاح في السؤال والاحتثاث والاستعجال. القاموس.
(٢) - الهبع: مشي الحمار البليد.
(٣) - كذا وهو وإن كان كما يبدو يتعلق بالشطر الأخير، لكن بغير وضوح. وجاء بحاشية الأصل ما يمكن قراءته بشكل تقريبي.
أصبح الفصيل الذي نتج … آخر النسل والحج به … بمنع.
انظر المنمق ص ٩١ - ٩٣.