للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً﴾ (١) فما يمنعك من معاوية مع موضعه وشرفه، وإنه في صواب تدبيره ورفق سياسته على ما ليس عليه غيره، وإن وليّ كنت المقدم عنده وبسط يدك فيما احببت من ولايته، فقال أبو موسى: إن هذا الأمر لا يكون بالشرف؛ وغيره مما ذكرت، وإنما يكون لأهل الدين والفضل والشدة في أمر الله، مع أني لو اعطيته أعظم قريش شرفا أعطيته عليا وأما الولاية فلو إن معاوية خرج إليّ من سلطانه كله إذا ولي ما وليت؛ ما كنت لأرضى بالدنية في دين الله وحقه، ولكن إذا شئت احيينا ذكر عمر فقال عمرو: فإن كنت تريد بيعة ابن عمر؛ فما يمنعك من ابني عبد الله بن عمرو؟ وأنت تعرف فضله وصلاحه. قال: إن ابنك لرجل صدق لكنّك قد غمسته في الفتنة، ولكن إن شئت ولينا الطيب بن الطيب عبد الله بن عمر. فقال عمرو: إن هذا الأمر لا يصلح إلا لرجل له ضرس يأكل به ويطعم. فقال له: يا عمرو ويحك إن العرب قد اسندت إليك أمرها بعد أن تقارعت بالسيوف وتناكزت بالرماح، فلا تردنهم إلى مثل ذلك.

وأخذ عمرو بن العاص يقدم أبا موسى في الصلاة والكلام يعظمه ويوقره ويقول: أنت صاحب رسول الله قبلي ولك سنّك وفضلك، فإذا تكلم تكلم بعده عودّه ذلك، ثم قال أبو موسى لعمرو: ما رأيك؟ قال رأيي أن نخلع هذين الرجلين ونجعل الأمر شورى فيختار المسلمون لأنفسهم وتنقطع الحرب. قال أبو موسى: نعم ما رأيت. قال عمرو:

فتقدم رحمك الله فإنك صاحب رسول الله . فقال أبو موسى: أيها الناس إنّ رأينا قد اتفق على أمر أرجو أن يصلح الله به شأن هذه الأمة. فقال


(١) - سورة الاسراء.