للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بِالْحَقِّ﴾ (١) الآية: وطالت خصومتهم لعلي، ثم زالوا براياتهم وهم خمسة آلاف عليهم ابن الكواء، فأرسل إليهم علي عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان فدعواهم إلى الجماعة وناشداهم فأبوا عليهما، فلما رأى ذلك علي أرسل إليهم إنا نوادعكم إلى مدة نتدارس فيها كتاب الله لعلنا نصطلح، وقال لهم: ابرزوا منكم اثنا عشر نقيبا؛ وأبعث منا مثلهم ونجتمع بمكان كذا فيقوم خطباؤنا بحججنا وخطباؤكم بحججكم. ففعلوا ورجعوا فقام علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أما بعد فإني لم أكن أحرصكم على هذه القضية وعلى التحكيم، ولكنكم وهنتم في القتال، وتفرقتم علي وخاصمني القوم بالقرآن ودعونا إليه، فخشيت ان أبيت الذي دعوا إليه من القرآن والحكم، ان يتأولوا علي قول الله: ﴿أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ﴾ (٢) الآية: ويتأولوا قوله: ﴿لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ،﴾ إلى قوله: ﴿ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ (٣) ويتأولوا قوله: ﴿وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا﴾ (٤) الآية فلم آب عليهم التحاكم، وخشيت أن تقولوا: فرض الله في كتابه الحكومة في أصغر الأمر فكيف الأمر الذي فيه سفك الدماء، وقطع الارحام وانتهاك الحريم، وخفت وهنكم وتفرقكم.

ثم قامت خطباء الحرورية، فقالوا: دعوتنا إلى كتاب الله والعمل به فأجبناك وبايعناك وقد قتلت في طاعتك قتلانا يوم الجمل وصفين، ثمّ


(١) - سورة غافر - الآية:٢٠.
(٢) - سورة آل عمران - الآية:٢٣.
(٣) - سورة المائدة - الآية:٩٥.
(٤) - سورة النساء - الآية:٣٥.