للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحضرمي إلى دار من دور البصرة في عدة من أصحابه، فمنهم من حرق بالنار، ومنهم من ألقي عليه جدار، ومنهم من هدم عليه البيت من أعلاه سوى من قتل بالسيف، فبعدا لمن عصى وغوى، والسّلام».

وحدثني أبو الحسن المدائني قال: كانت دار سنبيل - ويقال:

صنبيل - قصرا قديما للفرس في الجاهلية، وحوله خندق.

وحدثني العقوي الدلال عن أبي اليقظان، عن أشياخه قالوا: اقتتل أصحاب ابن الحضرمي وأصحاب علي عند الجسر قتالا شديدا، فانهزم أصحاب ابن الحضرمي حتى دخلوا قصر سنبيل، فطلب ابن الحضرمي الأمان من جارية بن قدامة فلم يؤمنه، وطلب الأمان من زياد فلم يجبه إليه، وكان معه عبد الله بن خازم، فنادته أمه لينزل فأبى فكشفت رأسها كأنه ثغامة (١)، وثديين كأنهما دلوان، وأرادت التعري فنزل حين رأى ذلك، وأحرق جارية الدار فاحترق ابن الحضرمي، وذراع بن بدر الغّداني أخو حارثة بن بدر الغداني وسبعون رجلا، ورجع زياد إلى إمرته.

وحدثني علي بن المغيرة الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: قدم جارية بن قدامة من عند علي في ألف - أو ألف وخمسمائة - فلما بلغ ذلك ابن الحضرمي أعدّ طعاما وشرابا للحصار، ورمّ حصنا كان لفارس في الجاهلية على نشز، وكان معاوية قد وعده أن يبعث إليه بالامداد، فلما اقتتل وجارية بن قدامة عند الجسر، انهزم حتى دخل الحصن، وهو يومئذ لرجل يقال له:

صنبيل، فحصره فيه، وكان معه عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت السّلمي - وأمه حبشية يقال لها: عجلى - فكشفت رأسها وثدييها وأرادت أن


(١) - الثغام: شجر أبيض الزهر.