للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناحيته أم ناحية الفرات وهيت. فقال كميل إن كان ابن قباث يريدنا لنتلقينه، وإن كان يريد إخواننا بنصيبين؛ لنعترضنه فإن ظفرت أذهبت موجدة أمير المؤمنين فأغنيت عنه، وإن استشهدت فذلك الفوز العظيم، وإن أبقى رجوت الأجر الجزيل، فأشير عليه؛ باستئمار علي، فأبى ذلك ونهض يريد ابن قباث في أربعمائة فارس، وخلف رجالته وهم ستمائة في هيت، وجعل يحبس من لحقه ليطوي الأخبار عن عدوه، وأتاه الخبر بانحيازه من الرقة نحو رأس العين، ومصيره إلى كفرتوثا (١) وكان ينشد في طريقه كثيرا:

يا خير من جر له خير القدر … فالله ذو الآلاء أعلى وأبرّ

يخذل من شاء ومن شاء نصر

ثم أغذّ السير نحو كفرتوثا، فتلقاه ابن قباث ومعن بن يزيد السلمي بها في أربعمائة وألفين، فواقعهما كميل ففضّ عسكرهما وغلب عليه وقتل من أصحابهما بشرا، فأمر أن لا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح، وقتل من أصحاب كميل رجلان، وكتب بالفتح إلى علي، فجزاه الخير وأجابه جوابا حسنا.

قالوا: وأقبل شبيب بن عامر؛ من نصيبين في ستمائة فارس ورجالة، ويقال: في أكثر من هذا العدد، فوجد كميلا قد أوقع بالقوم واجتاحهم فهنّاه بالظفر وقال: والله لأتبعن القوم فإن لقيتهم لم يزدهم لقائي ألا هلاكا وفلا، وإن لم ألقهم لم أثنّ أعنة الخيل حتى أطأ أرض الشام وطوى


(١) - قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، بينها وبين دارا خمسة فراسخ، وهي بين دارا ورأس عين. معجم البلدان.